سذج هم المؤمنين الذين لم يدركوا بعد؛ أن بيت الرب حينما يستولي على مقاليد الأمور فيه جماعة من اللصوص؛ لا يصبح بعد بيت الرب بل بيت أو مغارة هؤلاء اللصوص!
فنسبة المكان إلى الله ليست بالملكية العقارية كما هو الحال في تعاملاتنا الإنسانية؛ ولكنها بحالة حضوره وتسيده على ذلك المكان بالإنسان الذي صار هو هيكله الحقيقي ورمز حضوره؛ فلم يعد حضور الله في وسط شعبه كما كان في القديم بهياكل مصنوعه بالأيدي؛ بل صار بالسكنى في الإنسان الذي يحقق ويعلن حضور الله في هذه الهياكل المبنية من الحجر
"أنتم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم"
فالذي يعطي للمبني أو للهيئة الضابطة له صفة الكنيسة: هو حضور المسيح في الكنيسة الإنسانيه التي في هذا المبنى أو في مجمع القيادة فيه؛ فإذا غابت الكنيسة الإنسانية عن المبنى ما عاد بعد كنيسة المسيح! وإذا غاب المسيح نفسه عن الجماعة المسيحية (أي الكنيسة) ما عادوا بعد جماعة المسيح وكنيسته؛ بل يكونون جماعة لصوص يسرقون إسم المسيح وكنيسته وينسبونه إلى أنفسهم كذبًا!
فحينما يتباكى المؤمنون الحقيقيون على المباني الحجرية التي بناها الآباء والأجداد للعبادة؛ ولا يدركون أنها لم تعد هيكل الرب بل صارت مغارة لهولاء اللصوص الذين سلبوا الرب نفسه! فإنهم يكونون مؤمنين فاقدين للحس الروحي والبصيرة .
ما أشبه الليلة بالبارحة ! ففيما حكم الرب نفسه على البيت القديم وكهنته؛ أنه صار مغارة للصوصيتهم؛ وأنه سيترك لهم بيتهم الذي لم يعد بيته خرابًا؛ كان هولاء اللصوص يطردون المولود أعمى الذي فتح المسيح عينيه إلى خارج المجمع؛ وهناك في الخارج وجد يسوع الذي ليس له مكانًا في مغارتهم؛ وفي خارج المجمع أعلن له ابن الله عن نفسه
"فلنخرج إذن إليه خارج المحلة حاملين عاره" (عب ١٣/١٣)