عُرفَت حديقة القصر تاريخيًا؛ بأنها ذلك المكان الأخضر الفسيح المزروع بالورود والرياحين وأشجار الفاكهة النضرة التي تتيح لساكن القصر الثري فرصة التنزه والتمتع بأطيب الثمار؛ وأن تكون حديقة قصره مقصورة عليه ومتاحة له عن قرب من قصره؛ وفي كل وقت وزمان.
لم يكن تعبير الذئاب إبداعًا من عندي؛ ولا إقحامًا على حياة الكنيسة وإرساليتها برأيي؛ ولكنه من صميم تعبيرات المسيح له المجد ليؤكد لتلاميذه أنه أرسلهم كحملان في وسط ذئاب! وتأكيدًا لتحذيره له المجد لتلاميذه من الذين يأتون كحملان وهم من داخل ذئاب! ثم كان كشف الرسول بولس لفخ: دخول الذئاب إلى داخل كنيسة المسيح نفسها؛ بل وبين أساقفتها! في (أع ٢٨).
ثم أن الرب له المجد حدد في (يو ١٠) مواصفات ودور الذئب: لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك؛ بالمقارنة مع الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف .
وعلى قدر ما عُرِف عن الذئاب تعاونها في شراسة القتل والافتراس؛ على قدر ما عرف عن الذئاب أنها تعيش في الصحاري والغابات؛
ولم يُسمع أبدًا عن الذئاب أنها عاشت يومًا في حديقة غناء؛ حتى جاء اليوم الذي تحقق فيه تحذير رب المجد؛ وبولس الرسول معًا؛ وتم تحويل كنيسة يسوع المسيح مُحب الإنسان والخطاة إلى حديقة للذئاب يمرحون فيها؛ ويذبحون كل يوم جديد في حديقة الذئاب (كنيسة المسيح يسوع سابقًا)! واحدًا من خراف الراعي الصالح الوديع؛ الذين كان قد وعدهم رب المجد قبلًا: ها أنا أرسلكم كحملان وسط الذئاب!
"فدعوا الذئاب تفترس وتشبع من أكل الحملان؛ لعل الذئاب من كثرة أكلها للحملان تتحول إلى حملان"