قصة سيريالية!
May 18, 2020 4006
980 79

قصة سيريالية!


دعيت لحضور حفل عشاء كبير في واحد من أفخم وأغلي مطاعم نيويورك ؛ ومن ثم فقد كان علي أن أتنكر في شخصية رجل أعمال ثري من رجال البترول والمال في الشرق الاوسط حتي تتسق الحكاية مع ملامحي الفرعونية التي لا يمكن إخفائها ؛ وبعدما ضج المكان بالموسيقي وإمتلأت الموائد بأشهي المأكولات والشراب إنتحي بي مضيفي إلي الحفل؛ جانبا هادئاً نسبيًا لكي يعرفني علي ضيف شرف الحفل؛ وجاء مستر " لو” lou كان الرجل يبدو فارع القوام كقائد محارب ولكن ملامحه كانت إمرأة مملؤة من الغواية.

قدمني مضيفي إلية كرجل أعمال شرق أوسطي؛ فشد علي يدي وهو يصافحني قائلا : إذن فأنت مسلم ؛ لم أشاء أن أعطي أي إجابة تكشف عن هويتي ؛ فأجبته المسلمين في الشرق هم أهلي و أحبائي؛ فقهقه بكبرياء ساخرة وقال لي : حسنا نحن نسعي لإخضاعهم بنفس الاسلوب الذي أنجز هنا في أميركا؛ حبست أنفاسي وتجلدت حتي لا يظهر علي ملامحي أي إنفعال يوقف سيل المعلومات التي حضرت إلي هنا خصيصا لأسمعها؛ فإستطرد مستر "لو" قائلا نحن أذكي بكثير من هؤلاء المتدينين الاغبياء ونحن نستخدم غباءهم لتدميرهم وإخضاعهم.

فقلت: هدف سامي لاشك لكن كيف تستخدمون تدينهم لتدميرهم ومن ثم إخضاعهم ؟ فأجاب الفكرة تعتمد علي ذكاؤنا و غبائهم ؛ فهم يتوارثون عن الدين فكرة الجهاد ومن هنا وظفت عبقريتنا تصعيد وتضخيم فكرة معتقدية لا خلاف عليها لتصبح حربا ضروسا يقتلون ويفنون بها بعضهم؛ ونحن نمدهم أيضا بالسلاح؛ لم أقدر أن لا أنطق بتلقائية كادت أن تكشفني : ولماذا هذا الدمار يا مستر "لو"؟ فأجاب بإبتسامة ساخرة : السيطرة والبترول يا سيد!

بلعت ريقي متظاهراً بالاقتناع والاعجاب لكي أسمع باقي الخطة؛ فسألته : هذا عن المسلمين ولكن ماذا عن المسيحيين؟فقهقه مرة أخري نفس القهقة الساخرة التي بدأ بها حديثة و قال غباء المتدينين يجعلهم يتمسكون بالحرف كالموروث الصحيح دون إعمال العقل للفهم؛ وهذا هو سلاحنا ضدهم؛ أصخت السمع بإبتسامه مصطنعه لأعرف ماذا فعلوا مع المسيحيين؛ إمتلأ مستر" لو "من الزهو والتحدي وكلمني بعليائية قائلا : المسيحيون يؤمنون بالكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد ؛ قلت نعم هذا صحيح؛ فأستطرد قائلا نفس الفكره التي إستخدمناها مع المسلمين تماما؛ رفعنا وضخمنا العهد القديم الذي يؤمنون به جميعا علي حساب العهد الجديد؛ أنظر الي عظة الاحد في الكنائس حولك في إميركا كلها بدون إستثناء من العهد القديم ! وإنفجر في السخرية والقهقة متحديا ثم أكمل لقد حولنا كنائسكم المسيحية في السابق الي مجامع يهودية الآن بأسماء مسيحية ! بل وأقنعنا بعضهم بالزواج المثلي يا محترم!

إنفجر الدم في عروقي وقمت واقفا متحديا وقلت له أنا أسقف مسيحي ولن أسمح لكم بهذا التخريب؛ تغيرت ملامح وجهه الانثوية الي التوحش والغضب وقال بصوت متحشرج و أنا لوسيفر ! وفي لحظةواحدة إنفجر الموقف و كادت أن تتحول صالة المطعم الي ساحة معركة؛ حتي سمعت صوت إنفجار إنطفأت علي أثره كل الانوار ؛ لقد كان إنفجار المحول الكهربائي المغذي لبيتنا بسبب الامطار الغزيرة؛ وقد أيقظني من النوم لأجد القلم بيدي بينما سقطت الكراسة علي الارض وقد غلبني النعاس وكنت أكتب لكم مقالا اليوم بعنوان إعترافات إبليس !

Powered By GSTV