علمني العهد الجديد وعلمتني خبرة السنين الطويلة أن : "مصارعتنا ليست مع دم و لحم ؛ بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاه العالم علي ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف١٢:٦)
فليس الإنسان الذي ينطق ويعمل مشيئه إبليس هو عدوي! لكن عدوي الفعلي هو الشرير المقاوم والمعاند لله الذي أنا أخدمه؛ ومن ثم فالشرير يقاوم أساسًا عمل الله قبل أن يكون مقاوما لخدام الله.
وعلمني إنجيل المسيح أن لا أُخدع في أولاد إبليس الذين يأتون في ثياب الحملان وهم من داخل ذئاب خاطفة! و لا في رتبهم الكهنوتية التي يمنحها لهم آخرون مثلهم ؛ بل عليَّ أن أميز ؛ و القاعدة التي علمني إياها الإنجيل هي: "من ثمارهم تعرفونهم؛ هل يجتنون من الشوك عنبًا أو من الحسك تيناً " ؟! " فالإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات و الإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور" و العلامة الواضحة الدامغة هي :" بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حبا بعضكم لبعض " فمن لا يحب أخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم إلي أين يأتي لأن الظلمة قد أعمت عينيه"
فلم يقل لنا الإنجيل أن لا نقاوم الشر مطلقا ؛ بل أن لا نقاوم الشر بالشر ! بل نغلب الشر بالخير وسوء الفهم والخلط هنا بين المحبة والصفح و بين السلبية و الانهزامية في مقاومة الشر !
يسئ البعض فهم تعليم الإنجيل ؛ فيتركون الشر يفتري ويمتد وينتشر بدافع أن المسيح أوصي بالغفران ؛ ولم يتعلموا القدوة التطبيقية من المسيح نفسه له المجد لما لطمه عبد رئيس الكهنة علي وجهه أثناء المحاكمة ؛ إذ أنه أوقفه عند حده قائلا له يا صاحب لماذا تلطمني ؛ إن كنت قد فعلت ردياً فإشهد علي الردئ و إن حسنا فلماذا تلطمني ؟!
بل علمني الإنجيل أن أقاوم الشر بالخير و أن أقاوم الظلمة بالنور و أن أقاوم الكذب والتضليل بكلمة الشهادة للحق ؛ و ليس أن أترك عمل وفكر ومشيئة إبليس ينتشروا بين البسطاء بواسطة الذئاب الخاطفة التي لا تشفق علي الرعية ؛ و هل يكون المرء خادماً أميناً للمسيح و هو يرى الذئب مقبلاً علي خراف المسيح دون أن ينبهها للذئاب ؟!
أنا أخبر بكلمة حق الإنجيل ؛ و أكشف أعمال الذئاب ؛ وأسلط النور علي الظلمة لأبددها و أحذر خراف المسيح الوديعة من غش وخداع وغدر الذئاب ؛ فماذا يعنيني أن شهادتي للنور و لحق الإنجيل تثير حنق الذئاب الخاطفة ؛ ولماذ تحسسوا رؤوسهم و حنقوا علي فضح الذئاب والتحذير منهم ماداموا هم خراف المسيح وليسوا ذئاب إبليس ؟!
أما مسك الختام فهو أن المسيح أعطي تلاميذه سلطاناً علي الشياطين ؛ و أن حربنا هي مع عدو المسيح و عدونا ؛ الشيطان ! فالذي سيصيبه الاحتراق ؛ من جراء إحتراق إبليس ؛ فهذه شهادة دامغة ضده ؛ أنه كان من روح إبليس وليس من روح المسيح !