يخطئ خطأً جسيمًا في حق الإيمان المسيحي وكنيسة المسيح؛ من يجمع أبناء الملكوت وأولاد إبليس في وعاء واحد؛ ويدعوه كنيسة!
فالكنيسة فقط هي جماعة المؤمنين الذين نالوا خلاص المسيح ويعيشون بإنجيل المحبة متحدين بالرأس؛ وأما الموعوظين والتائبين فكان لهم خورس (صف) يخصهم؛ فما بالك بغير المؤمنين والذين يعيشون بالشر والحقد!
وما بالك لو كان هؤلاء الأشرار والحقدة هم من رجال وقادة الإكليروس أنفسهم!
نحن لا نقل فلانًا شريرًا؛ ولكننا نردد بحزم ومجاهرة كلمات المسيح له المجد: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حبًا بعضكم لبعض" والمعني واضح أن الحقود ليس تلميذًا له حتى لو أُعطي من الناس أعلى الرتب الكهنوتية!
ومن ثم فالحقود ليس جزءًا من كنيسة المسيح ولا من جماعة المؤمنين وهذا الفصل والتمييز ليس إدانة لأحد ولا إبتداع ولا تصفية حسابات؛ لكنه أيضا تعليم المسيح نفسه له المجد: "من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا" و"إحترزوا من الذين يأتونكم في ثياب الحملان ومن الداخل هم ذئاب خاطفة" ومرة أخري؛ نحن نجاهر بتحذير الرب من الخائنين؛ الموجه من الرب إلى كل جماعة المؤمنين.
أما إختلاط الحنطة مع الزوان في مثل الحنطة والزوان؛ وعبارة الرب في هذا المثل: أتركوهما ينميان كلاهما معًا إلى وقت الحصاد؛ فالكلام واضح حصرًا ولفظًا أن الحقل في المثل هو العالم وليس الكنيسة!
فالكنيسة هي ملكوت الله وجماعة المقدسين؛ وأما حقل العالم الواسع فهو الذي ينمو فيه الجميع معًا إلى وقت الدينونة والفصل والتمييز بين من هم ملكوت الله ومن هم مملكة إبليس؛ لذلك فإن إستخدام تعبير أتركوهما ينميان كلاهما معًا على الكنيسة؛ يوصمها بوصمة عار إمتزاج الشر بالقداسة فيها كما هو في العالم الشرير!
التقاعس عن المجاهرة بحق الإنجيل وكلمات المسيح له المجد للتمييز وتنقية بيته؛ بإسم المحبة! هو إهانة لقداسة جسده؛الكنيسة! فمن الذي يستطيع أن يمنع عمل المحبة عن الخطاة والصلاة لأجلهم والإشفاق عليهم؛ لكنها ليست محبة للمسيح ولا الحق أن يُترك مثل هؤلاء على كراسي الرعاية وقيادة المؤمنين في كنيسته!
ثم بأي روح وبأي إنجيل يقبل هولاء المستنيرون بإنارة الروح القدس؛ أن يخضعوا لقيادة رعاة وكهنة تطفح من حياتهم أعمال روح البغضة ومحبة العالم؛ مع غياب كل نعمة ومسحة من حياتهم؟!
إن إستعبدتم أنفسكم لمن أختاروا أن يكونوا عبيدًا للخطية دون أمانة طاعة إنجيل المسيح تحت أي مسمي وبأي مبررات؛ فالمحصلة الحتمية هي تسيد سلطان إبليس الشرير على حياتكم بخداع أنكم في كنيسة المسيح!
فالمواءمات والمجاملات ومراعاة وجوه الناس لم تكن هي سلوكيات المسيح له المجد؛ الذي أوقف العبد الذي لطمة على خده أثناء المحاكمة قائلا يا صاحب لماذا تلطمني فإن كنت قد فعلت رديًا فإشهد على الردئ! وإن حسنًا فلماذا تلطمني؟ أما أسلوب الخنوع الذي علمه الكهنة للمؤمنين؛ فقد آل بالأسف الشديد والحزن العميق إلى تدنيس بيت الرب بالشرور والأحقاد والافتراءات وإستشرى الظلم بصورة يندى لها جبين ذوي الضمائر الحية!
لا يمكن إستعادة قداسة هيكل الرب بغير إعتراف بالخطأ ونزعه ورد المسلوب؛ أما الذين يكرمون وجوه الناس على حساب الحق؛
فيسمعون توبيخ الرب لعالي الكاهن: أنت تكرم بنيك عليَّ! وكذلك كلماته ليشوع:"لا أعود أكون معكم إن لم تبيدوا الحرام من وسطكم" (يش ١٢/٧)