فليصر إعلان الحق واضحًا؛ أن إبليس روح الشر وهو الفاعل الحقيقي في إستعلان الأثيم الذي أخبرنا عنه العهد الجديد؛ وأن إستعلان الإثم والأثيم! هو الفاعل في أهل الشر والقوى السيادية والسلطوية التي تدفع بالبشرية إلى هوة الصراعات والأوبئة والموت؛ وهو بعينه الفاعل في جماعات القتل والإرهاب وباقي البشائع؛ حتى وإن كان ذلك يمارس في الشرق بإسم الدين؛ وهو كذلك المُضلل للمؤمنين البسطاء من خلال رجال دين خونه للإنجيل وفاعلين للشر وقد تسللوا إلى كراسي الكنيسة المسيحية وقياداتها في أماكن وحقب متعددة في الواقع وعلى مدى التاريخ.
فخدعة أن الإنجيل أوصى بالخضوع للملوك والحكام والباباوات؛ تحتاج إلى إعادة قراءة النص؛ ليتأكد لنا؛ أن وصية الخضوع للوالي أو للحاكم؛ مقرونة بأنه الذي لا يحمل السيف؛ عبثا! ( رو٤/١٣) أي الحاكم العادل وليس للحاكم الظالم أيضًا بغير ثورة عليه!
وما روج له رجال الدين والكنيسة على مدى العصور؛ أن رؤساء الكهنة ورجال الدين لا يجوز نقدهم بل الخضوع؛ وإن ربنا هو الذي سيحاسبهم بلا تدخل في ذلك الشأن من المؤمنين سوى الطاعة! ليس كلامًا صحيحًا وإلا فلماذا لم يخضع المسيح قدوتنا؛ لرجال الدين والكهنة في زمانه؟! وما هذه الثورة القوية عليهم بل وتوبيخهم وأيضا تحذير الناس منهم ومن أفعالهم؟! "أيها الكتبة والفريسيون المراؤون .. لا دخلتم ولا تركتم الداخلين يدخلون .. على كرسي موسى جلسوا .. فبأعمالهم لا تعملوا" مجرد عينات لطابور طويل من النقد والتوبيخ لمدعي الدين، وتدينهم الشكلي "تشبهون قبورا مبيضة ومن داخل ملآنة عظام أموات وكل نجاسة " . . إلخ
فهل صار واضحا: أن عبارة سيبهم لربنا وإبن الطاعة تحل عليه البركة ولاتدينوا؛ وظفت في غير أماكنها لحماية الأشرار والطغاة من رجال الكنيسة وأن المسيح له المجد لم يسلك بهذا السلوك الشائن الجبان؛ بل تصدى لشرورهم وريائهم وتدينهم الشكلي بكل قوة وأحدث ثورة تغيير عارمة وجارفة عليهم وضدهم!
وعلى النقيض من أساليب القمع والإسكات والتخدير التي مارسها رجال الكنيسة على بسطاء المؤمنين بإسم سلطان الحل والربط الذي لم يحزوه يومًا! فإن الإنجيل يحذر المؤمنين وبفم المسيح نفسه له المجد؛ من الذين يأتون في ثياب الحملان بينما هم من الداخل ذئاب خاطفة؛ وأن أعزلوا الخبيث من بينكم؛ وليس أسجدوا لهم أيها المساكين!
نحن لن نترك لهم شعبنا وأهلنا؛ ولن نترك لهم ميراثنا في آبائنا وأجدادنا؛ ولن نسلم لهم كنائسنا يرتعون ويعيثون فيها فسادًا وشرورًا، ولكننا سنخرج من تحت سلطانهم ومن خدعة الخضوع للأشرار؛ وسنكون معًا ملكوت يسوع المسيح بالمحبة المقدسة والاتحاد بشخصه المبارك وسنشهد لحق الإنجيل؛ وسنرفض وسنمنع إختطاف الكنيسة من عريسها الحقيقي؛ ليتسيد عليها مجموعة من الخونة الذين لا تربطهم أيه صلة؛ لا بالمسيح ولا بإنجيل المسيح ولا بجسده الحقيقي؛ الكنيسة المقدسة!
هم فقط يخدعون البسطاء بسواد الثياب الذي طفح عليهم من سواد قلوبهم بروح البغضة والحقد !
فلو كان هؤلاء الخونة لإنجيل محبة المسيح؛ بأحقادهم وأفعالهم؛ يحلون ويربطون في ملكوت يسوع المسيح؛ لصارت مسيحيتكم هزءًا وسخرية! لكل البشرية؛ إذا لم يتحرر أبناء النور من سلطان أولاد إبليس عليهم؛ ويتحدوا بالمحبة بالمسيح وببعضهم؛ فلن يقووا على مواجهة إستعلان الأثيم؛ الذي قد صار داخلًا فعليًا من الباب!