الكنيسة في تعريف مجالس الأحياء البلدية هي المبنى المخصص للعبادة لطائفة مسيحية ما؛ ولكنها في نظر الدولة هي الكيان الشعبي من أتباع الديانة المسيحية يمثلهم رجال الدين المسيحي؛ أما في تعريفات العهد الجديد؛ فهي جسد المسيح: أي هي المؤمنين الذين نالوا خلاص المسيح وما يزالوا ثابتين في الاتحاد بالمسيح رأس هذا الجسد .
ومع التطور التاريخي والحضاري للبشرية؛ صار الوعاء البشري الذي يحمل مسمى كنيسة معبرًا عن الشكل الاجتماعي والقانوني للديانة المسيحية؛ دون أن يكون بالضرورة معبرًا عن التعريف المسيحي والإنجيلي لما هي كنيسة المسيح.
فقد عرف التاريخ عن مؤسسة الكنيسة التي تدعي مسيحية! حرق الأحياء ومحاكم التفتيش والحروب الصليبية! وكثير من المخازي التي لا تليق بقديسي يسوع المسيح، كما عرف التاريخ في الشرق والغرب أسماء بابوات أشرار؛ وأيضا مرتدين عن الإيمان وكذلك هراطقة كنسطور، ومع ذلك لم ينقطع نسل الملكوت ورجال الله من التواجد داخل هذا الكيان البشري القانوني المسمى الكنيسة؛ تُحرق كتبهم وتصدر ضدهم الأحكام بالمنع أو الحرم من البابوات الأشرار أو حتى بحرقهم أحياء مثل "جون هس"!
وظل السؤال الحزين في تاريخ الكنيسة مطروحا حتى اليوم: لماذا لم تَثُرْ العناصر المخلصة داخل الكنيسة على الظلم والافتراآت؛ وكانت الإجابة الثابتة التي لم تتغير إلا في بعض الاستثناءات هي: أن فريق الخونة والمنتفعين ظل يدافع عن موروثهم الشرير لتحقيق مكاسب؛ بينما وقف الأمناء يتفرجون لأنهم يخشون إنشقاق الأمناء عن الأشرار!
وهكذا إستخدم ووظف الطغاة والأشرار؛ طيبة المخلصين في السيطرة على مقاليد الأمور؛ وأحلوا أنفسهم وسلطانهم الزائف محل المسيح رب البيت وسلطانه الحقيقي لشفاء المرضى وحل رباطات المقيدين وعمل الآيات والقوات!
فهل عميت عيون المخلصين عن رؤية علامات أولاد إبليس على قادتهم الأشرار؛ بل عميت ضمائرهم عن جسارة الشهادة لحق إنجيل المسيح؛ لئلا يخرجونهم خارج المجمع؛ الذي هو فعليا مجمع الشيطان (رؤ٩/٢)
سيظل الحال هكذا! حتى يستفيق بنوا الملكوت على الحقيقة أنهم هم الكنيسة؛ وجسد المسيح المتحد بالرأس؛ وليس مجمع الشيطان بروح البغضة والانقسام هو الكنيسة!