هل بعد كل هذه الاستنارة ونضج العقل الإنساني؛ مع التاريخ المحزن المبكي لغطرسة رجال الدين! هل ما يزال يوجد أناس بسطاء
يصدقون أن الكنيسة هي المبني المرخص! وأن سر الكهنوت هو في الرتب والألقاب الدينية المستترة بالملابس والعمائم السوداء؛ دون إظهارات نعمة المسيح ومواهب الروح القدس في حياتهم وخدمتهم!
أو أن أمثال هؤلاء الفارغين المساكين؛ يحِلْون ويربطون على الأرض وفي السماء! أو أنهم فعلًا كهنة للمسيح أو أن حلهم أو حرماناتهم تساوي حتى خرقة قديمة بالية؟!
لقد كشف تاريخ العصور الوسطى عوار هؤلاء المدعين بإسم المسيح والكنيسة أنهم يحلون ويربطون؛ حينما لم يحلوا نفسًا واحدة من رباطات الظلمة ويربحوها إلى المسيح؛ بينما صارت إدعائاتهم وحرماناتهم المثيرة للشفقة والغثيان بآن واحد؛ كانت سببًا في إرتداد الكثيرين عن الإيمان المسيحي بسببهم! أو بالهروب من الكنيسة نفسها!
هل مايزال يصدق هؤلاء العميان المتخبطين في الظلام الدامس؛ أن الذين يقودونهم ليسوا عميانا مثلهم؟ وهل لم يدركوا بعد من ثمار قادتهم: الحقد والكراهية؛ ولا من جفاف وفراغ حياتهم وعبادتهم؛ أنهم إنما يقودونهم إلى الحفرة وليس إلى المسيح وإلى الحياة الأبدية؟
هل فقد هؤلاء كل إمكانية للتمييز لكي لا يدركوا كلمات المسيح له المجد من ثمارهم تعرفونهم: فهل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا: فهل تنبئ حياة الحقد والكراهية عن ثمر الروح القدس! وهل تخبر خدمة خالية من قوة الروح القدس وحياة المسيح وسلطانه؛ بأن طريقهم بهذا الشكل يؤدي إلى الحياة الأبدية؟
أو أن الذين لم ينحلوا بعد هم أنفسهم من رباط إبليس؛ لهم سلطان أن يحلوا ويربطوا في الأرض وفي السماء!!
وهل إذا جمع المحرومين من حياة المسيح ومن الامتلاء من قوة الروح القدس تجمعا أو مجمعا؛ هل يستطيعون أن يعطوا للآخرين حياة! إذا كانوا هم أنفسهم محرومين منها؛ بسبب إنفصالهم عن روح الحياة؛ بالحقد الكراهية؟
أو هل أن سلطان الكهنوت ونعمة المسيح ومواهب الروح القدس؛ بلا علامات أو ثمار يقطف منها المؤمنين! فأين هي علامات نعمة المسيح في حياتهم وخدمتهم وأين هي ثمار الروح القدس فيهم بحسب الإنجيل!
الموضوع جد خطير لأن طريق بلا علامات محددة تقود إلى المسيح والحياة الأبدية؛ فليس من يضمن لك؛ ولا على أي رجاء أنك لست مخدوعًا وتسير وراء مخادعين ! والدليل أنهم غير قادرين على أن يقدموا لك بناء على الإنجيل ما يثبت أو يبرهن على وجود المسيح نفسه لا في حياتهم ولا في عبادتهم وخدمتهم!
الخاسر الحقيقي هو الإنسان المؤمن البسيط الذي وضع ثقته في خدام يراهم متعلمين لكلمة الله وهم كذلك؛ لكنهم يجبنون عن قول الحقيقة: أن هؤلاء القادة هم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية؛ وقلبهم ساعٍ وراء مكسبهم.
فتش عن المسيح وعن خلاصك به؛ وعن من يعرف كيف يقود رحلتك ويصل بك إلى الحياة الأبدية؛ لأنك سوف تعبر رحلة هذه الحياة؛ مرة واحدة! وسوف تكون هذه الكلمات التي تقرأها هي جرس الإنذار؛ وربما فرصة النجاة التي إذا أهملتها؛ ستشهد عليك في يوم الدينونة!