الذين تم برمجتهم على لاهوت العصور الوسطى؛ تم تربيتهم وإقناعهم؛ على أن الله هو سيد الكون وخالقه؛ فمن ثم فإنه يفعل فيه وفي عبيده ما يشاء لأنه بكل شئ عليم وعلى كل شئ قدير؛ وحتى لا تسول لك نفسك أن تتمرد على أوامره؛ التي قد تراها مؤلمة! مع أنها لخيرك! كيف؟ ليس شأنك! فالتمرد أو العصيان؛ سيواجهانك بالحقيقة المخيفة التي هي: أنه شديد العقاب! مش عاجبك على جهنم حدف؛ ها تكتر في الكلام:
فحتى يحين وقت جهنم لتأديبك بالشوي الأبدي غير المنتهي؛ فستحال إلى:
وكيل الله على الأرض "البابا" يحرمك ويطردك من الكنيسة ويٌحرّم من يتعامل معك أو يبيع لك ويشتري منك؛ وحتى لو كان طبيب يعالجك فهو محروم مثلك؛ يا كافر يامهرطق يا محروم يا ملعون يا ممنوع من دخول عزبة ملكوت السماوات بتاعت البابا وباقي وكلاء الله على الأرض؛ الذين ما يربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء؛ حتى ربنا نفسه لا يقدر أن يحلك ولا يغفر لك؛ إلا لو البابا وشلة الوكلاء اللي معاه هم الذين يحلونك؛ يا محروم كنسيا يا مهرطق!
فإذا قلت سوف أترك الكنيسة والبابا؛ و ها أكفر كمان!
حسنا؛ لقد وقعت في شر أعمالك سيحال الموضوع من وكلاء الله إلى ظل الله على الأرض؛ إنه جلالة الملك؛ فقلوب الملوك كجداول المياة في يد الله؛ وهو لا يحمل السيف عبثا إلا لتطبيق شرع الله وحق الله وأمر الله وسلطان وعقاب الله في الأرض عليك وعلى المارقين من أمثالك!
وكل هذا هنا في الدار الدنيا فقط؛ هذا بخلاف شديد عقابه في الآخرة بنارٍ تحرق بلا إنطفاء؛ ونوع مخصوص من الدود مخلوق خصيصا لتحمل درجات الحرارة العالية التي ستشوى فيها؛ لكي يظل يأكل فيك بلا شبع وأنت تحترق!
ولك أن تتخيل بماذا سيعاقبك الملك: عندك هنا في هذا العالم؛ من أول محارق الغاز الألمانية؛ حتى أضعف الإيمان السجون ومصادرة الممتلكات؛ إنه الله القدير خالق الكون وضابطه بالحديد والنار؛ لئلا ينفلت عقده ويتشتت شمله؛ بينما يقوم جلاديه على الأرض بسحق العبيد؛ المارقين؛ والذين يزين لهم الشيطان أي محاولة لتحدي السلطان المفوض من الله؛ خصوصا هذا السلطان الذي يحكم في الأرض وفي السماء: أن الأرض ثابتة وأن جاليليو و بباوي من المهرطقين المحروقين في نار الجحيم؛ يحيرني: لماذا لا يخجلون!
عفوا يا إصدقائي؛ فأنا لا أؤمن بهذا الإله: الذي يسحق الإنسان ويستعبده مع جلاديه من الملوك والبابوات؛ وقد قررت وفعلت: أن أشق عصا الطاعه على كليهما مع ربهما!
أنا أؤمن بإله يحبني وأحبه بإختياري؛ ويحترم حرية إختياري؛ أن أختاره متى أحببته! وليس تحت وطأة تهديد من ناره ووعيده!
ولقد سخرت على مرأي من الجميع من جلاديه ومما يخيفون به المستضعفين؛ فجعلت من ظلمهم أضحوكة للعالم كله؛ ومن حرماناتهم مادة لسخرية الأطفال الصغار؛ يرفعون معًا صوتًا واحدًا في "رائعة تولستوي" : الملك عريان!
أنا لا أدعو العبيد إلى الثورة؛ حتي لا أصير غبيا؛ فالعبيد لا يثورون! ولا يعرفون ما هي الثورة!
الثورة هي عمل الأحرار؛ الذين ذاقوا الحرية ويعرفون قيمتها ومعناها؛ أما العبيد فشجعهم على الدخول مطأطئين إلى حظائر أسيادهم؛ حيث يجدون عند "سيدهم" العلوفة وأحلام الحل والبركة؛ اللذيذة!
أنا أبني ملكوت يسوع المسيح؛ ولا ندعوا ولا نوظف هنا في هذا البناء الأبدي؛ إلا الحجارة الحية؛ والنفوس التي حررها الابن فتمردت على العبودية؛ أما عبيد سيدهم؛ فيمتنعون!