حينما ظهر شعاع النور الأزلي متجسدًا في يسوع المسيح؛ لكي يهب من نوره: نورًا؛ لكل من يقبله ويتبعه بإيمان؛ كانت اليهودية موطِنِه محكومة بالإمبراطورية الرومانية التي تسيطر على العالم المعروف آنذاك؛ التي كانت عاصمة الوثنية والفساد وأيضًا الغنى والمال!
حينما سأله بيلاطس الوالي الروماني لبلاده اليهودية المحتلة بالرومان: هل أنت إذن ملك؟
فأجابه: بنعم؛ مع تعديل جوهري في المفاهيم والتعريفات "مملكتي الآن ليست من هذا العالم" فهل معنى كلمة (الآن) التي تتوسط رده على بيلاطس؛ أنه من الممكن لاحقًا أن تكون مملكته قائمة على الأرض في هذا العالم؟
الإجابة المختصرة كما أمكنني أن أفهم من الكلمة المقدسة وشرح الآباء: أن الكنيسة؛ جماعة المؤمنين المقدسين؛ هم تحقيق عملي ومادي لملكوته على الأرض؛ وأن ملكوت الله سينمو إلى جوار ملكوت الشر في عالم واحد حتى يأتي يوم الحصاد الذي سيجمع القمح إلى المخازن؛ وأما الزوان فيُترَكْ لنار إبليس وإحتراقه بإستعلان النور والمجد الأبدي .
أهم ما أود أن أشير إليه هنا في مثل القمح والزوان؛ أن الحقل الذي تُرك القمح والزوان ينميان فيه معًا؛ هو العالم وليس هو الكنيسة! فالكنيسة ليست مرتعا لتبجح الشر والأشرار؛ يجدفون بحياتهم وبسببهم يجدف على الاسم الحسن!
ولكنها ملكوت الله ومسكن إبنه يسوع المسيح في الروح القدس مع المقدسين؛ وإستخدام عبارة الرب: "دعوهما كلاهما ينميان معا" التي شرحها هو بنفسه: أن الحقل هو العالم؛ فإن تطبيقها على حياة الكنيسة يعني بالأسف الشديد أن كنيسة يختلط فيها الحنطة بالزوان بهذا الشكل؛ ليست مملكة الابن الكلمة؛ لكنها كاذبة الاسم وليست مملكة المسيح؛ بل هي عزبة القادة والمنتفعين؛ الذين حولوا بيته إلى بيت تجارة؛ لذلك فهو وشيك أن يُترك لهم خرابًا؛ وهذا هو التاريخ!
ومن ثم فإن كنيسة المقدسين؛ أي ملكوت يسوع المسيح على الأرض؛ موجودة بالقطع في مختلف الطوائف؛ وحيثما انتشر وتبعثر المختارون المعروفون بعلم الله السابق في كل أمة وقبيلة ولسان وشعب؛ فهي كيان روحي موجود بصورة مادية في كل مكان ليكونوا ملحًا للأرض .
إلا أن فلسفة التعدد والانتشار في كل مكان التي قصدها الملك المسيح لكنيسته وملكوته؛ لا تغني عن؛ بل بالعكس تؤكد على الحاجة الحتمية للوحدة والانجماع في روح واحد هو روحه القدس؛ وجسد وكيان روحي واحد هو جسده غير المنظور: حيث يجدوا التعليم والنمو والرعاية؛ وحيث توظف مواهب الروح القدس لبنيان المؤمنين في عمل الشفاعة والتمييز وكلام الحكمة والعلم؛ كما إلى أعمال الشفاء والتبشير بالكلمة؛ فالحاجة ماسة إلى انجماع لأبناء الله في وحدة وجسد للبنيان؛ أرى أن هذا الجيل عنده فرصة رائعة لتحقيق هذا التجمع براحة ويسر وأيضًا خصوصية؛ من خلال الانترنت، أون لاين .
الإسهام المحدود قدر طاقتي في بنيان كنيسة المسيح؛ الذي أشكر إلهي أن قبلني وكلفني به
هو: الكنيسة الالكترونية وراديو الراعي الصالح للبنيان والبشارة؛ ومعهد دراسات الآباء للتعليم؛ وإن كان هذا ليس بديلا كافيًا في قناعتي؛ لتحقيق مشيئة رب البيت التي هي: أن يكونوا واحدًا ليؤمن العالم؛ فصلوا معي أيضا من أجل انجماع أبناء الله المتفرقين إلى واحد؛ في روحٍ واحد ومحبة وجسدٍ واحد .
فيا كل خراف المسيح الوديعه؛ أنعتقوا من نير الأشرار والخائنين؛ إلى حرية مجد أولاد الله؛ وتحقيق ملكوت يسوع المسيح؛ بمحبته .