لماذا سعيت بإصرار لرفع الحرم الظالم عن دكتور جورج حبيب؛ رغم أنني أعلم علم اليقين أنه بدون قيمة قانونيًا لأنه تم بغير محاكمة؛ أو لاهوتيًا لأنه لم يتضمن عريضة إتهام محددة ومشفوعة برأي المجامع في الرد على ما في عريضة الاتهام!
الإجابة هي: لنفس السبب الذي لأجله أدافع بإصرار عن قضيته بعد نياحته: الدفاع عن الحق والحقيقة؛ فأنا أعرف كل أطراف القضية الأساسيين من الكبار سنا؛ وكنت معاصرًا للأحداث وشاهدًا عليها عن كثب؛ التي كانت محصلتها؛ خلط الحقد بالجهل بالظلم! لكي تتحول الكنيسة العريقة في الربع الأخير من القرن الفائت إلى ساحة من الصراع والظلم والافتراءات وتلفيق التهم بالهرطقة للقادة لإصدار أحكام ضدهم أو بالقليل تشويه صورتهم بغية إبعاد الناس عنهم وحجب كتاباتهم! ثم تجنيد مجموعات من شباب الذباب الإلكتروني لإحداث حالة من التشويه والكراهية والإرهاب! فلم تعد كنسية؛ ولا مسيحية إذن؛ بل أسوأ مستويات الإرهاب والظلم والوقاحة!
ولأن كلمة الله صادقة وحق؛ فقد تحققت في هؤلاء الأساقفة الظالمين كلمات الإنجيل "لأنه بالدينونة التي بها تدينون؛ تدانون"
فقد سقطوا في الهرطقة التي وصموا بها الآخرين؛ فواحد منهم يردد كلام نسطور حصرًا ولفظًا؛ "اللاهوت بطبعه لا يؤكل" والآخر يقول: "أن ناسوت المسيح نفسه لم يتأله" وهذا أيضًا تعليم نسطور!
ولأنني أعرف الأشخاص حقًا وأعرف أنهم لم يدرسوا شيئا في لاهوت الآباء؛ فقد التمست لهم العذر ولم أشهر بهم وأسميهم هراطقة كما يفعلون بالآخرين؛ ولكنني أضطررت لاحقا أن أكشف هذا الآن؛ لأُخرس الجهلة من تلاميذ الحقد الذين يرددون كلامًا لا يعرفون أبعاده، فالأخطاء السلوكية والاختلاف في الرأي والتفسير؛ ليست هي الهرطقة؛ لكن الهرطقة هي ما يناقض تعليم الكتاب المقدس والكنيسة الجامعة في: طبيعة الله والتجسد والنعمة والخلاص؛ ولا تصدر أحكام بدون محاكمة مجمعية حقيقية مسبوقة بعريضة إتهام للدراسة والرد؛ ثم إعطاء المُدعَي عليه فرصة بعد تأكيد الاتهام عليه؛ للتوبه ومراجعة النفس؛ كما حدث مع أوطاخي!
فالهدف الحقيقي من المجامع هو تنقية الإيمان ومساعدة المخطئين وغير الفاهمين على إكتشاف الحقيقة والعودة إلى الإيمان المسلم؛ وليس محاولة إختلاق إتهامات للحقد والانتقام والتشويه؛ أما فوضى إصدار أحكام كنسية بدون قواعد العدالة السالفة؛ فقد تصدت لها المحكمة الإدارية العليا في مصر؛ كخرق ظالم للحقوق المدنية التي يكفلها القانون المدني للمواطنين؛ ولم يكفلها رجال الكنيسة بالأسف عليهم؛ والحزن على ما آلت إليه أحوال الكنيسة على أيديهم!
ناهيك عن كم وقاحة التعبير والإساءة التي يدفعون بها الصغار؛ للتطاول على الرموز من الكبار؛ فياللعار!
قصة حقيقية: تصف لكم الدرك الذي وصل إليه المستوي اللاهوتي والأخلاقي والتعليم الكنسي معًا؛ وربما لا تكون حالة فريدة: أن شابا كُلف بقراءة كتب البطريرك الراحل وتلخيصها؛ ثم تم منحه درجة بكالوريوس الكلية الاكليريكية بناء على ذلك!! ما هذا العار؟
ما يشوش به مجموعة من الجهلة على الإيمان المسلم من القديسين؛ الذين أو كان إيمانهم مُسَلم من القديسين حقًا؛ لأمكنهم أن يبرهنوا عليه من أقوال القديسين! أما أن الواقع والحقيقة هو أنهم مجتمعون معًا؛ مع حراس البغضة من أساقفتهم ومموليهم بالمال؛ عاجزون عن تقديم أي نصوص مرجعية من أقوال الآباء؛ وكله كلام مرسل! في مواجهة كم النصوص والمراجع الآبائية التي حفلت بها كتب د. بباوي؛ يتبين لكل ذي بصيرة أن حقيقة الأمر هي: أن الحقد والجهل والظلم؛ إجتمعوا معا ليأخذوا أنظارنا وإهتمامنا من الشخوص في المجد الأبدي والاستعداد لمجئ المسيح؛ إلى إستهلاك الوقت والجهد في الرد على هذه الأحقاد!
إنه الوقت الذي ندعوا فيه المختارين من أبناء الملكوت الساعين إلى معرفة حق الإنجيل وميراث الآباء القديسين الحقيقي؛ إلى الخروج من تحت سلطان شياطين الحقد والانقسام الفاعلة في معلمين كاذبي الاسم بالتشويش والتكفير والهرطقة والانقسام؛ إلى الانجماع بروح الوحدة والمحبة؛ للصلاة والشفاعة والاستعداد لمجئ المسيح؛ مع البحث في آفاق حرية الروح القدس عن الحق المعلن في لاهوت الآباء وتطبيقه على الحياة الروحية العملية لبلوغ حياة النصرة والغلبة بنعمة المسيح ومحبته.