هذا العنوان ليس من ابتكاري؛ ولكنه نَص كلام الرسول بولس في (أع ٢٠: ٢٩/٢٨) يقول:
"اِحترزوا إذًا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه؛ لأني أعلم هذا: أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية"
من شاهد الكلاب الألمانية وهي تساعد الرعاة في رعاية الأغنام وحراستها والسعي ورائها وتأمينها في الحظيرة وحمايتها من الذئاب؛ لا بد أن يُشكر الله على أمانة وذكاء وإخلاص هذه الكلاب؛ ويتمنى لو تعلم منها كل من يقوم بمهمة رعاية الخراف الناطقة!
يوجد قصة حقيقية نشرتها جريدة الأهرام القاهرية من وقت طويل؛ أن صبيًا كان يرعى غنم أبيه في مرسى مطروح؛ وجد جرو صغير في الصحراء؛ فأخذه الصبي واعتنى به ورباه مع كلاب حراسة القطيع حتى كبر بينهم؛ وفي يوم من الأيام فوجئ الأب بهذا الكلب وقد افترس نعجة من القطيع وأخذ يأكلها؛ انزعج الأب وأسرع إلى بندقيته؛ فهذا سلوك ذئب وليس سلوك كلب الراعي؛ وبالفعل لما اقترب منه وجده ذئبًا وقد خُدع فيه ابنه؛ وقتله ببندقيته على الفور!
المسيح له المجد حدد بطريقة واضحة الفارق الفاصل؛ بين سلوك الراعي وسلوك الذئب؛ أن الذئب لا يرعى بل يذبح ويهلك؛ وقد كان هذا التحذير كافيًا لأن يكشف من اليوم الأول أن من يذبح الرعية هو ذئب خاطف وليس راعيًا! لكن جمهور الجبناء والمنتفعين والخائفين على تجويع أسرهم؛ آثروا الصمت من أجل السلامة؛ حتى نجح الذئب أن يملأ المكان بنسله من الذئاب الخاطفة؛ كما ترون!
معظمكم لم يكن موجودًا أو كنتم صغارًا وقتها؛ ولكنني عاصرت تجويع جورج حبيب؛ ورأيت بنفسي دموع أستاذي الأنبا غريغوريوس الذي مات لا يملك ثمن الدواء؛ لأن الذي ليس براعيًا! أمر بقطع مرتبه؛ والقصص كثيرة لمن صُوروا على أنهم مارقين ومنشقين ومهرطقين بدون رحمة و بدون مجرد فرصة للرد أو الدفاع عن النفس!
و إذا لم يكن هذا سلوك الذئاب الخاطفة كما وصفه الرب في (يو ١٠) فماذا يكون سلوك الذئاب إذن؟ وإذا لم يكن استسلامكم لنهش الذئاب وتبديد الخراف والافتراءات كل يوم؛ هو الخنوع والهوان والمذلة؛ فما المذلة إذن؟!
القصص كثيرة جدًا جدًا؛ لكن ذنب هذا الجيل ومسؤولية خداعه؛ وكذلك التغطية على بشائع تجويع وافتراس عشرات الأبرياء؛ تقع على من وظف الثقة التي منحها له الجميع في خداع الشباب البرئ؛ لصالح الذئب الخاطف ونسله من الذئاب؛ التي لن يُسمح لها تحت أي مسمى؛ بمواصلة مهمة التشويه والظلم والافتراس كما حدث في الماضي؛ لأن التاريخ قد تغير؛ وسوف يُعاقبون هذه المرة؛ كما فعل راعي مطروح مع جرو ابنه؛ الذئب!