إستحقت الكنيسة المصرية عن حق لقب أم الشهداء ؛ شهداء سفك الدم من ملوك و حكام طغاة قتلة و مثلهم جماعات التطرف الديني ؛ أو الشهداء بغير سفك دم : في سمعتهم وكرامتهم و مكانتهم علي يد الذئاب الخاطفة التي لم تشفق علي الرعية الذين خرجوا من داخل صفوف الأساقفة في الكنيسة نفسها (أع ٢٨) ؛ كما هو الحال مع جورج حبيب بباوي و أبونا متي المسكين و غيرهم ممن لم يفارقوا عالمنا الفاني بعد ؛ حتي يواصلوا قبول الذبح بسكين العار و التشهير علي أيدي الخونة و المرتدين من أساقفة الكنيسة و كهنتها مع صغارهم من أولاد إبليس و من الافاعي المتلونة.
و الخدعة الكبيرة التي مُني بها هؤلاء القديسون الأفاضل ؛ أنهم ظلوا يطلقون لقب أم الشهداء : علي حيث يسكن ويوجد خونة الكنيسة أم الشهداء ؛ دون أن يتداركوا الموقف أن أم الشهداء لا تٌسكن ؛ و هي غير موجودة في المباني الحجرية التاريخية منها أو المعاصرة ؛ و لا تسكن أيضاً في قلوب الخونة ؛ والمنحرفين عن الإيمان المسلم من أباء الكنيسة وقديسيها إلي إبتداعات العصور الوسطى ؛ الذين جهلوا ولم يدرسوا لاهوتها ولاهوت أبائها ؛ ولا حتي إستلموا نعمة الروح القدس بوضع أيدي القديسين ؛ بل كل ما إمتلكوه هو الزي الكهنوتي من صنع ترزية العمائم والملابس السوداء ؛ مع الإقامة فترة من الزمان في أحد الاديرة التاريخية ؛ دون نعمة حقيقية من أي نوع ؛ ولا علامة لتلاميذ المسيح في سلوكهم أو ثمر للروح القدس وسلطانه في حياتهم و خدمتهم
أين توجد أم الشهداء إذا كانت فعلا غير موجودة في حياة الخونة و لا في المباني الحجرية التي إستولوا عليها بطريق أو بآخر ؟
الاجابة علي السؤال سهلة وواضحة و من فم الرب نفسه : " من ثمارهم تعرفونهم !" ؛ "وبهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض" و بغير بحث كثير فإن أم الشهداء موجودة و واضحة في حياة أبنائها من الشهداء بغير سفك دم؛ بظلم وتعيير الاشرار من الخونة من المتسودين بالملابس و العمائم دون قوة الله و حياة المسيح.
التاريخ يعيد نفسة ؛ والنور يعلن نفسه في إبن الله المتجسد ؛ ورافضي مشورة الله من جهة أنفسهم الذين كانوا يقولون : نحن تلاميذ موسي و أما هذا فلا نعرف من أين هو ؛ وهو له المجد يجيب : " أتركوهم هم عميان قادة عميان ؛ وإن كان أعمي يقود أعمي ؛ فكلاهما يسقطان في الحفرة "
فيا كل السائرين وراء العميان ؛ الحفرة تنتظر كليكما ؛ ومن داخل الاندفاع ورائهم الي حفرة الجهل والعمي ؛ ستدركون أنكم سقطتم معهم في الهوة ؛ دون أن تدركوا أن أم الشهداء ليست هناك في هوة سقوط العميان ؛ بل هي حاضرة ومُعلنة و موجودة في أبنائها الشهداء: بالدم وبغير سفك دم ؛ ولم تكن موجودة أبدا ؛ ولن تكون : في الأبنية الحجرية ولا بين الخونه والاشرار والحقدة !