هل تم إستبدال الناموس بآخر؟
Feb 08, 2021 530
980 79

هل تم إستبدال الناموس بآخر؟

عقّب واحد من دارسي اللغة اليونانية على مقال سابق لي حول عبارة الرب له المجد: "ما جئت لأنقض بل لأكمل"(مت ١٧/٥)

بأن كلمة "أكمل" في النص اليوناني وردت مرات كثيرة في العهد الجديد بمعنى "تمم" بل وأن عدد المرات بمعنى "تمم" أكثر جدا من المرات التي وردت فيها بمعنى "أكمل" حتى يبرهن بهذا التحليل اللغوي؛ على أن المسيح جاء لكي يتمم متطلبات وأحكام الناموس بدلنا؛ وبذلك يكون قد برهن على نظرية البدلية العقابية؛ أن المسيح مات بدلنا؛ التي لا يوجد نص واحد في الإنجيل يقول أن المسيح مات "بدلنا"!

وقد كان ردي وقتها: أن سياق الجملة من فم الرب لا يحتمل معنى أنه يتمم أي يحقق الناموس بل بالعكس العبارات واضحة وضوح الشمس أن التكميل هو في الواقع تغيير وإحلال وتبديل!

ولأنني أعلم علم اليقين أن هذه المترادفات التي ذكرتها ستثير غضب أو دهشة الكثيرين ممن جرى برمجة أفكارهم بوعي أو بغير قصد على منهج المسيحية المستهودة في شرح الإنجيل؛ فإنني في هذه المرة لن أقول؛ يقول الآباء! بل سألتزم بحرفية نصوص العهد الجديد؛ فهل قال العهد الجديد نصًا وحرفًا؛  أنه قد تم تغيير (إحلال) ناموس جديد محل الناموس القديم (ناموس موسى) وأين هو وما اسم هذا الناموس الجديد؟

الرسول بولس (عدو التهود اللدود) هو الذي أطلق على الناموس القديم لقب "ناموس الخطية والموت"! مقارنة بناموس العهد الجديد الذي أعلن عنه بعبارة "ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (رو ٢/٨)  وهو نفسه الذي كتب: "فإذ قد تغير الكهنوت (تبدل بالترجمة المشتركة) فبالضرورة يصير تغيير (تبديل) للناموس أيضًا (عب ١٢/٧)

فلا جدال في أن الرب لم يلغي الناموس ولم يهدمه لأنه نافع للتقويم والتوبيخ الذي في البر وقد كان مؤدبنا إلى المسيح؛ لكنه مع الأسف "لم يكمل شيئًا" (عب١٩/٧)

ومن ثم فلأنه لم يبرر أحدًا ولم يهب حياة لأحد؛ فقد تم إحلال ناموس جديد محل القديم هو ناموس روح الحياة في المسيح يسوع؛ الذي حل محله ليعتقنا منه؛ ويهبنا الخلاص والطبيعة الجديدة والحياة الأبدية.

فلم يعد الناموس وعهده القديم هو أساس العلاقة بين الله والإنسان؛ بل صار عهدًا جديدًا وعلاقة جديدة هي علاقة التبني؛ ولم تعد الدينونة عقوبة مؤسسة على مخالفة الشريعة؛ لأنها صارت ثمرة تلقائية لرفض قبول الحياة والنور الحقيقي الآتي إلى العالم؛ لكي كل من يؤمن به ويقبله تكون له به حياته؛ أي الحياة الأبدية.

فالمسيح لم يأت ليتمم الناموس ولا لينقضه! بل جاء ليكمله؛ بأن بدله بناموس روح الحياة في المسيح يسوع؛ الذي هو ناموس الحرية بدلاً من ناموس الخطية والموت.

وهذا هو حق الإنجيل؛ لمن يريد أن ينعتق من القديم وناموس العقوبة والموت.

Powered By GSTV