تعبير الوحش ؛ هو التعبير الذي رمز به سفر الرؤيا للشيطان وهو أيضا إبليس والحية القديمة؛ ولكن ترميز سفر الرؤيا أضاف الي وصفه بالوحش ؛ وصف أجنحته البشرية في معركته ضد المسيح و الكنيسة؛ فهو في (رؤ ١٣)
الوحش الصاعد من البحر الذي يعبر نظام سياسي عالمي يحركه ويقوده الشرير؛ وهو الوحش الصاعد من الارض الذي عدده عدد إنسان؛ وهذا يعبر عن ضد المسيح؛ ثم في (رؤ١٧) يجسد لنا العلاقة بين روح العالم وغواية الخطية مع عمل الشيطان في رؤيا الزانية العظيمة الجالسة علي الوحش القرمزي؛ وبهذه الترميزات الثلاثة يكون قد غطي تنويعات الأنشطة الأساسية التي سيوجهها الشرير نحو الكنيسة مع تفريعاتها طبعا.
وعلي الرغم من أهمية وعي قيادات معركة الكنيسة بخطط وأدوات الشرير في معركته مع الكنيسة لتدبر طرق مواجهته؛ إلا أن المؤمن العادي ليس عليه أن يتحمل أو يتجشم مسؤولية هذا الفهم و تدابير المعركة؛ بقدر ما أن كل المطلوب منه هو أن يظل ساهراً يقظاً بالصلوات وحفظ الامانه بالقداسة و طاعة الوصية؛ أما الجزء الثاني والمكمل من الحديث فإن الموروث اليهودي عن الكوارث؛ لون فكر كثير من المسيحيين علي مدي التاريخ بفكرة أن هذه الكوارث الشريرة هي ضربات تأديبية من عند الله؛ ومن ثم فلا راد لقضاء الله و ليس عليهم بالتالي أي دور في مقاومتها؛ فقط عليهم أن يتوسلوا الي الله أن يرفع غضبه عنهم !
وهذا المنهج الانهزامي الاستسلامي كفيل بأن يجعلهم جميعًا فريسة و صيدًا سهلًا للشرير ؛ ومن ثم فقد كانت التوعية بما هو الفهم الانجيلي للنبوة و الاحداث؛ أن هذه الكوارث هي أعمال الشرير وليست عمل الله هي نقطة البداية في تحويل المواجهة من الخوف والانهزام الي الحذر والمقاومة "قاوموا إبليس فيهرب منكم " و أيضا توظيف أسلحة الحرب الروحية وسلطان المسيح الغالب في إبطال وإفشال شروره و مؤمراته وأعماله الشريرة ضد الكنيسة والبشرية.
يتبقي أنه يوجد بين الفريقين فريق الانهزاميين و فريق المجاهدين يوجد فريق ثالث وهو فريق الحالمين الذين يبحثون عن الراحة والمخدرات للنفس و الضمير ؛ فهم في أحد الفريقين يرون أنهم محفوظون دون الحد الأساسي من السهر والتنقية؛ وفِي الفريق الثاني يتغنون بأن إمتلكوا الغلبة بالتبعية لانهم تبع الغالبين؛ وأن الغلبة معناها أن إبليس تم تحويله من وحش الي قطة ناعمة! و الحقيقة أنها معركة قوية مع أجناد الشر ؛ وأن إبليس سيظل شريرا ومعاندا ومقاوما حتي نهايته؛ و ستظل الكنيسة ساهرة و مقدسة ومتجندة للحرب و إبطال شرور الشرير حتي يوم مجئ الرب؛ وكلما توقفت الكنيسة عن تتميم دورها في مقاومة الشرير و إبطال سلطانه بسلطان المسيح المدفوع اليها؛ كلما كانت الفرصة متاحة لتشديد الخناق علي الكنيسة الحية و إضطهاد المؤمنين؛ وعليه فإن معركة الكنيسة مع الشرير لا مجال فيها للأماني ولا للإسترخاء بل السهر المتواصل و العمل المستمر مع باقي أعضاء الجسد لإيقاف طغيان الشرير وإبطال سلطانه بسلطان المسيح.