في مَثل الراعي المُمَيِز بين الخراف والجداء في (مت٢٥) يبسط الرب كعادته الحقائق اللاهوتية العميقة في كلمات سهلة وبسيطة؛ فهو يعبر في المثل عن حقيقة ظهوره ومجيئه الثاني في مجد لا يوصف ولا يعبر عنه مع تسيد هذا المجد وانتصاره على قوى الظلام؛ بتعبير غاية في البساطة والدقة فيقول:
"يجلس على كرسي مجده"
ثم يعبر عن واقع المواجهة الحتمية التي لا مفر منها مع هذا المجد لجميع الشعوب بعبارة "يجتمع أمامه جميع الشعوب"
ثم ينتقل بنا إلى النتيجة الحتمية لمواجهة الجميع لاستعلان مجده: أن المجد سيميز ويفصل الناس إلى فريقين؛ فريق يهرب ويختبئ من مواجهة المجد؛ بعبارة "اذهبوا عني" أما الفريق الآخر الذي سيتقبل المجد بفرح ويتمجد به؛ فعبر عنه بعبارة "تعالوا إليَّ"
لفت نظري في ختام العهد الجديد (رؤ٢٢)؛ أن أولئك الذين قال لهم في (مت ٢٥) تعالوا إليَّ؛ هم أنفسهم الذين كانوا ينتظرونه بشوق قائلين: تعال أيها الرب يسوع، إنه لقاء المحبة للعرس الأبدي لطرفين أحب كل منهما الآخر؛ واِشتاق إليه؛ حتى كمل الحب بيوم اللقاء.
فالحياة الأبدية في بيت الآب؛ ليست مكانًا يدخلون إليه ويعيشون فيه بتنعم كما يحلم الكثيرين؛ بل هو فرح وبر وسلام في الروح القدس؛ ثمرة للاتحاد بالمسيح بالمحبة؛ التي صارت إليهم بالروح القدس وثبتوا فيها أي في الاتحاد بالمسيح إلى نضج المحبة معه وكمالها؛ حتى إلى العرس الأبدي
فجميع الأماكن في عرس ابن الملك هي بالكامل محجوزة للعروس
فأين حجزت مكانك؟