ليس بمقدوري سوي أن أعلن حق الإنجيل كما إختبرته من خلال منبر كنيسة القديس أثناسيوس؛ دون أن يكون هذا حكما أو تقييما للآخرين! فقد مضي وقت الرهان علي لباقة الإقناع أو جدل ومبارزة الآيات والحجج و صارت المواجهة مع الشرير( الوحش) لها حجة واحدة بلا شريك وهي الغلبة بالبرهان و السلطان؛ و ما عدا ذلك من الكلام فلن يجدي شيئا؛ ربما يفسر لنا هذا لماذا إعتمد المسيح له المجد مبدأ البرهان بالأعمال لتقديم شخصه المبارك الي العالم و الايمان به : " إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي"( يو ٣٧/١٠) ويفسر أيضا معني كلمات الرسول بولس : "و كلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة" (١كو٤/٢) علي أن أعمال القوة ليست برهانا لاستعراض القوة ؛ ولكنها برهان علي محبة الله؛ فهي بالنسبة للمسيح برهان علي أنه إبن الآب ؛ وبالنسبة لبولس ( الإنسان) فهي برهان علي أنه حامل للمسيح إبن الله ولسلطانه القادر أن ينقض أعمال إبليس ويخلص الانسان منه خلاصا حقيقيا وفعليا في هذا الدهر وفي الدهر الآتي علي السواء؛ وليس مجرد وعود غيبية غير فاعلة في واقع الانسان؛ وعليه أن يبلعها بإسم الإيمان! لقد دخل الوحش باستظهار للقوة الشريرة بالأوبئة و التضييق علي الحريات بإسم التطعيم ضد الوباء وحماية المجتمع والانسان منه! و ما يخبئه للبشرية من شرور أكثر مما هو حاصل بكثير ؛ إذا لم توجد الكنيسة الي تحمل إستعلان و حضور المسيح بآيات وقوات وتتصدي له لحماية المختارين علي الأقل ؛هذا بإلاضافة إلي أن هناك إمكانية لبسط غطاء الحماية علي مدينة القديسين.
لم يعد الكلام عن مواهب الروح القدس و سلطان المسيح المستعلن في بيته نوعًا من الترف؛ أو مادة للجدال ؛ بقدر ما قد صار حتمية لا غني عنها لمواجهة الشرير في واقع الايام الاخيرة الصعب ؛ وإلا فماذا يتصورون ؛كيف سيواجهونه؟!