هل يخلص الإنسان بالموت؛ أي بخروج الروح من الجسد؛ بعد جهود ومعاناة كثيرة؛ فتدخل بها إلى السماء و بهذا تنال خلاصها؟!
إذا كانت إجابتك بنعم؛ كما سمعت وتعلمت من قصة أبو مقار ومقولته المزيفة بعد دخوله إلى السماء: "الآن قد خلصت"
فيؤسفني أن أبلغك أن الإيمان الذي سُلم إليك ليس مسيحيًا!
وأن العبارة التي كتبتها في بداية هذا المقال هي البوذية بعينها باستبدال كلمة "السماء" بكلمة "النيرفانا".
وجه الاختلاف الجوهري بين الخلاص في المسيحية والخلاص في البوذية أن البوذية ترى أن احتمال المعاناة الكثيرة والجهاد يسهمان في تنقية الروح من الشوائب ومن ثم تؤهل للاندماج في الروح الكلي بالخروج من الجسد وتدخل في حالة النيرفانا وهذا هو خلاصها!
أما الخلاص في المسيحية فهو نعمة الحياة والطبيعة الجديدة التي يمنحها المسيح بالروح القدس للمؤمن؛ لكي يجاهد ويغلب بها الخطية والفساد حتى بلوغ قوة القيامة وهذا هو نوال خلاص المسيح أي الاتحاد به.
فتصور البشرية أن تنال الخلاص بالخروج من الجسد ومن العالم:
"وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله" (أي ٢٦/١٩) هو بلا شك كان المخرج والخلاص الوحيد المتاح لها قبل المسيح؛ للنجاة من جسد هذا الموت! لأن غلبة المسيح على الموت بصليبه وقيامته وسكبه للروح القدس بخلاصه على البشرية لم يكن قد صار بعد.
هذه شهادة ما بعدها شهادة أن هؤلاء المعلمين كاذبي الاسم الذين علمونا أننا ننال الخلاص بعد الموت؛ لم ينالوا ولَم يختبروا يومًا خلاص المسيح ولا نالوا الطبيعة الجديدة في حياتهم؛ ومن ثم فقد آمنوا بمجيء المسيح دون الاتحاد به بروحه القدوس ولا نالوا خلاصه وطبيعته الجديدة الغالبة للخطية والموت، وقد ظلوا يعلموننا في شبابنا أن الكلام عن الخلاص والطبيعة الجديدة هو من بدع البروتستانت! حتى عاد جورج حبيب من البعثة وانضم إلى أبونا متى المسكين في نشر تراث وأقوال الآباء؛ التي كشفت واقعهم المحزن وتعليمهم غير المسيحي وأعلنت حق الإنجيل بشهادة الآباء.
هذا هو سر الكراهية المريرة لأبونا متى المسكين ود. بباوي؛ ولهذا فهم يسعون لإسكات تلاميذ مدرسة الآباء؛ ولكن هيهات!