واحد من أهم مفاتيح العهد الجديد الذي بسبب فقدان فهمه؛ أضطرب تعليم الخلاص والنعمة، والخطية، والحرب الروحية؛ عند الكثيرين! هو فهم دور الإرادة وحرية إختيار الإنسان في حسم كل هذه الموضوعات؛
فبدون الإرادة وحرية الاختيار؛ لا يصبح الإيمان إيمانًا يؤول إلى الخلاص؛ وحينما يختار الإنسان شهوات (مشيئة) إبليس؛ ومن ثم يرفض مشيئة الله بالضرورة؛ فإنه يُسلم للشيطان؛ فيهلكه! وهكذا نستطيع أن نميز بين الخطيئة التي يقال عنها "ودم يسوع المسيح يطهرنا"؛ وبين الخطية التي يقال عنها : "لا توجد ذبيحه بعد عن الخطايا" بهذا الفارق المحدد الواضح في (عب٢٦/١٠) "إن أخطأنا بإختيارنا"
هذا هو الفارق الأساسي بين من يسلم للشيطان؛ وكذلك سبب الخطية التي للموت؛ إنها الإرادة العنيدة التي أصرت علي إختيار الشر وطاعة الاثم دون الاستجابة لمحبة الله؛ وبين الخطية التي تحدث زللا أو سقوطًا وضعفًا؛ ليس بإختيار الإرادة ولكن بسبب ضعفها.
إذن فإيمان بالمسيح بدون توبة إيمان لا يخلص (أع٢٨/٢) وتوبة بدون تحول الإرادة (النية) هي لغو كلام وليست توبة؛ وحرب إبليس بالإشتهاء دون أن تختار إرادتي الاشتهاء؛ لا تُحسب خطيئة ولا تعطيه أي سلطان أو شكوى عليَّ؛ بل تحسب تجربة وصبر وجهاد مادامت إرادتي تقاومه.
فكما يُخدع الكثيرون بمحاربات الشرير وهم أبرياء؛ كذلك خُدع الكثيرون بأنهم مؤمنين؛ وهم ليسوا في الإيمان لأن إرادتهم لم تتحول من محبة الخطية إلى محبة الله بعد!
يتبقي السؤال الحاسم : كيف أحول إرادتي؛ وأنا غير قادر على تحويلها؛ وهذا هو سبب سقوطي المتكرر؟!
الإجابة قالها الرب نفسه له المجد :
"بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو٥/١٥)
وكيف أجد الرب؟
هذه هي عطية الطبيعة الجديدة التي ينبغي أن أبدأ رحلة تبعية المسيح بطلبها وإستلامها
وكيف أعرف أنني قد إستلمتها؟
(١) قلبي لم يعد يحب الخطية
(٢)سلام الله في قلبي
(٣) ومحبته