يظن البعض أن الارتداد عن المسيح معناه فقط؛ الإنكار اللفظي للاعتراف بالمسيح: أنه ابن الله الحي القائم من الأموات؛ وعلى الرغم من أن هذا النوع من الارتداد هو أشهر أنواعه؛ إلا أن الذين عادوا إلى الخطيئة بكامل إرادتهم حسبوا أيضًا "مرتدين عن الذي من السماء"(عب ٢٥/١٢) ثم هناك أيضًا المرتدين الأغبياء ! عن حق الإنجيل إلى الأركان الضعيفة ؛ وإلى الناموس الذي عتق وشاخ؛ ولم يكمل شيئا !!(عب ١٣/٨، ١٩/٧ ؛ غل ٩/٤)
ولست أنا الذي اخترت صفة"الأغبياء" للمرتدين عن حق الإنجيل إلى مفاهيم شريعة العهد القديم؛ ولكنه الرسول بولس حينما وبخ أهل غلاطية الذين بعدما اختبروا نعمة العهد الجديد؛ ارتدوا بتأثير معلمي التهود إلى القديم والناموس مرة أخرى
إذن فهناك فارق كبير بين أن ندرك أن الناموس كان مؤدبنا إلى (أي حتى مجيء) المسيح؛ وأن نقرأ القديم بعيون وذهنية العهد الجديد؛ أو أن نرتد إلى منطق ومفاهيم العهد القديم؛ ونشرح بها أسرار نعمة العهد الجديد !
فالذين يقرأون تعبيرات الرسول بولس الذي وصف الغلاطيين بالأغبياء في (٢تس ٩/١) حينما يقول: " الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته" بعيون العهد القديم؛ يرون في هذا النص تأييدًا للموروث الإسلامي اليهودي: أن الله سيوقع عقوبة الإعدام حرقًا بالنار على العُصاة جزاءً لشرهم؛ ويفوتهم أن الفعل "يعُاقَبون" في النص مبني للمجهول ! وسنجد الشرح باستنارة العهد الجديد واضحًا جليًا في عظة القديس باسيليوس الكبير على مزمور ٢٨ يقول:
"النار المعدة لعذاب الشيطان وملائكته تفصل بصوت الرب بين كونها حارقة للبعض ومنيرة للبعض الآخر؛ لذلك فإن صوت الرب هو الذي يفصل ويميز بين أن تكون نار الروح القدس؛ للذين في الظلمة تسبب احتراقًا وعذابًا (دينونة)؛ بينما نفس النار
تسبب للذين في النور تمتع وابتهاج وفرح بالنور الذي أنارهم هم أيضًا"
تبلغ المسألة ذروتها حينما يكون المعلمين المرتدين عن حق الإنجيل إلى القديم ! في كنيسة ما؛ يوصمون تعليم آباء الكنيسة بالهرطقة؛ وسط خنوع مؤسف ومبكي ومخجل ومحزن؛ من شباب مثقف وقادر؛ تتلمذ على أقوال الآباء ؛ ثم يصمت في عار وخزي في مواجهة التعليم المرتد؛
خايف من حرمانات؛ جهلة أغبياء !