الإيمان، الحقيقة، الوهم!
May 10, 2020 827
980 79

الإيمان، الحقيقة، الوهم!

واحدة من أهم وأوضح حقائق العهد الجديد والتي هي مختلفة جذريًا عن رؤية وفهم العهد القديم؛ أن إبليس وليس الله؛ هو ملك الموت وجالبة على الإنسان؛ لأنه على حد تعبير القديس أثناسيوس في تجسد الكلمة "أنه هو الميت الأول" فهو من فقد شركة الحياة الأبدية بفقدانه الشخوص في الكلمة؛ فصار في الموت، ثم راح يوزع ما فيه من موت على البشرية: "الموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس"؛ على أن الشرير لا سلطان له أن يحقن البشرية بسم الموت ما لم يقع الناس تحت سلطانه بطاعة مشيئته بالخطيئة! ولهذا السبب يخبرنا الكتاب المقدس أن أخنوخ الذي سار مع الله نُقل لكي لا يري الموت: " بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لأن الله نقله إذ قبل نقله شُهد له أنه أرضي الله" (عب ٥:١١)

على الجانب الآخر فقد أغفل تعليم العصور الوسطى حقيقة أساسية في صليب المسيح؛ أن الصليب كان موقعة المواجهة بين من هو "الحياة" ومانحها أي الكلمة المتجسد؛ وبين من هو الموت أي إبليس الشرير؛ وأن هذه المواجهة أسفرت عن طرح إبليس إلى الهاوية: "الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجًا" (يو ٣١:١٢) كما يصف الرسول بولس المشهد بأنه خلعه من سلطانه وتسلطه على البشرية كما يجرد القائد الخائن من رتبته "إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه" (كو١٥:٢)؛ ومن هنا تتضح أمامنا الحقائق أن الشرير لا سلطان له على بني البشر إلا بالخطية؛ وأن المسيح رئيس الحياة  قد غلبه وأبطل سلطانه عن الإنسان؛ وبهذا يصبح أصغر شاب يعيش بقداسة المسيح وطاعة الإنجيل أقوى بسلطان المسيح من الشيطان العاتي الذي يحرك الأمم والشعوب نحو الدمار والهلاك! بينما تكون كنيسة ما؛ تعدادها بالملايين بقادتها ورؤسائها ولا يعيشون بأمانه الإنجيل لقمة سائغة لمؤامرة الشرير شأنهم شأن غير المؤمنين لأنه ليس عند الله محاباة!

ومن هنا تأتي الإجابة على سؤال هل من فارق بين الإيمان وعدمه في مواجهة محنة الوباء؟ الإجابة بنعم؛ ستحدد المفارق بين الإيمان والحقيقة والوهم؛ الذي يعيشه مؤمنون لا يحيون بالإنجيل! فإذا أضفنا إلى هذا الفهم؛ أن كوارث وأوبئة نهاية الأزمنة هي من عمل إبليس وليست عقابًا من الله بحسب الفهم اليهودي! فسيكون على المؤمنين المقدسين من خلال الصلاة الشفاعية وعمل المعجزات؛ دورًا مهمًا في إيقاف الشر عند حده؛ على الأقل عن أنفسهم وعن صغار المؤمنين المحتمين بسلطان كنيسة المسيح المقدسة؛ وبهذا يصبح تغيير موازين المعركة الراهنة مع الشرير معول على الكراريز وجماعة الغالبين!

Powered By GSTV