واحدة من أهم وأوضح حقائق العهد الجديد و التي هي مختلفة جذريا عن رؤية و فهم العهد القديم ؛ أن إبليس وليس الله ؛ هو ملك الموت و جالبه علي الإنسان؛ لأنه علي حد تعبير القديس أثناسيوس في تجسد الكلمة " أنه هو الميت الاول" فهو من فقد شركة الحياة الأبدية بفقدانه الشخوص في الكلمة ؛ فصار في الموت ثم راح يوزع ما فيه من موت علي البشرية : " الموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس" ؛ علي أن الشرير لا سلطان له أن يحقن البشرية بسم الموت مالم يقع الناس تحت سلطانه بطاعة مشيئته بالخطيئة! و لهذا السبب يخبرنا الكتاب المقدس أن أخنوخ الذي سار مع الله نقل لكي لا يري الموت: " بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يري الموت و لم يوجد لأن الله نقله إذ قبل نقله شهد له أنه أرضي الله"(عب ٥/١١)
علي الجانب الآخر فقد أغفل تعليم العصور الوسطي حقيقة أساسية في صليب المسيح ؛ أن الصليب كان موقعة المواجهة بين من هو "الحياة " و مانحها أي الكلمة المتجسد؛ و بين من هو الموت أي إبليس الشرير ؛ وأن هذه المواجهة أسفرت عن طرح إبليس إلي الهاوية:" الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجًا (يو ٣١/١٢) كما يصف الرسول بولس المشهد بأنه خلعه من سلطانه وتسلطه علي البشرية كما يجرد القائد الخائن من رتبته" إذ جرد الرياسات و السلاطين أشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه" (كو١٥/٢) ؛ ومن هنا تتضح أمامنا الحقائق أن الشرير لا سلطان له علي بني البشرإلا بالخطية؛ وأن المسيح رئيس الحياة قد غلبه و أبطل سلطانه عن الانسان ؛ وبهذا يصبح أصغر شاب يعيش بقداسة المسيح وطاعة الانجيل أقوي بسلطان المسيح من الشيطان العاتي الذي يحرك الامم والشعوب نحو الدمار والهلاك! بينما تكون كنيسة ما ؛تعدادها بالملايين بقادتها ورؤسائها ولا يعيشون بأمانه الانجيل لقمة سائغة لمؤامرة الشرير شأنهم شأن غير المؤمنين لأنه ليس عند الله محاباه !
ومن هنا تأتي الاجابة علي سؤال هل من فارق بين الايمان وعدمه في مواجهة محنة الوباء ؟ الإجابة بنعم ؛ستحدد المفارق بين الايمان والحقيقة و الوهم ؛الذي يعيشه مؤمنون لا يحيون بالإنجيل ! فإذا أضفنا الي هذا الفهم ؛ أن كوارث وأوبئة نهاية الازمنة هي من عمل إبليس و ليست عقابا من الله بحسب الفهم اليهودي! فسيكون علي المؤمنين المقدسين من خلال الصلاة الشفاعية وعمل المعجزات؛دورًا مهمًا في إيقاف الشر عند حده؛ علي الأقل عن أنفسهم وعن صغار المؤمنين المحتمين بسلطان كنيسة المسيح المقدسة؛ وبهذا يصبح تغيير موازين المعركة الراهنة مع الشرير معول علي الكراريز و جماعة الغالبين!