العلاقة التي كانت في العهد القديم بين الله والإنسان علي أساس الشريعة(الناموس)؛ قامت في الواقع بين إله محتجب (أش١٥/٤٥) وشعب تحت العبودية!
ولا أعني بالعبودية هنا عبودية فرعون بل عبودية الخطية؛ وكان أفضل ما تسعي إليه الشريعة (أي الناموس) هو محاولة ضبط إيقاع الحياة والعلاقة مع الله؛ أن يصيروا بطاعة الشريعة عبيدا لله؛ بدلا من كونهم بطاعة الخطية؛ عبيدا للشيطان!
لأن القاعدة هي : "أنتم عبيد للذي تطيعونه!" (رو١٦/٦) هذا من جهة واقع علاقه البشرية بالله طبقا للعهد القديم الذي علي الرغم من أن الجميع كانوا: "جالسين في الظلمة وظلال الموت" إلا أن هذه الظلمة الحالكة كان يتخللها بصيص من النور من خلال الهام الروح القدس للأنبياء "كما إلىسراج منير في موضع مظلم" في إنتظار شمس النهار؛ النور الحقيقي (٢بط١٩/١) في إطار هذا المستوي من العلاقة بين الله والإنسان؛ وهذا القدر من الفهم والاستنارة؛ كتب العهد القديم؛ وأعطيت الشريعة للإنسان لتتأسس الديانة علي الإيمان بالله الواحد و طاعة الشريعة؛ وهذا هو العهد القديم متوجا بنبوات الأنبياء عن المسيا العهد الجديد يبدأ من النقطة المقابلة تماما لكل ما أعلنه وتأسس عليه العهد القديم فمقابل الإيمان بالإله الواحد المحتجب أعلن سر الثالوث في الواحد الكلي الظاهر في الجسد؛ ومقابل الشريعة أعطي الطبيعة الجديدة؛ ليس لإبطال الشريعة بل للتفوق عليها إلى مستوي الكمال فوق إنجازها؛ وبدلا من الظلمة والعبودية للخطية والموت وهب حياة القيامة والغلبة علي الموت والحرية؛ "لأنه إن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونونأحررا" لذلك فإن المفارق الأساسية لفهم الإيمان المسيحي غير المتهود تبدأ من فهم عبارة الرب: "ما جئت لأنقض بل لأكمل" فالرب لم يهدم القديم طبعا؛ ولكنه كمْل بالكمال؛ ولكن ليس فوق الأساس القديم! بل وضع أساسا جديدًا بخلاف الأساس القديم (الناموس) وهو شخصه المبارك بعهده الجديد (١كو١١/٣) لاهوت العهد الجديد بحسب الآباء ليس هو لاهوت الإيمان بالله وتقديم الذبائح وناموس العقاب والموت؛ لكنه لاهوت الاتحاد بالمسيح وبحياة الله في المسيح فنحن نصير أولادًا لله بنعمة إتحادنا بالابن المتجسد؛ ونصير ورثة للحياة الأبدية به لأنه هو حياتنا وقيامتنا وخلاصنا؛ ولهذا عرّْف الآباءالخلاص بأنه: "الاتحاد بالمسيح"