لاهوت العهد الجديد (٣٦) | لهذا أُظهر ابنُ الله
Dec 28, 2025 5
980 79

لاهوت العهد الجديد (٣٦) | لهذا أُظهر ابنُ الله

ابنُ اللهِ هو نورهُ الأزلي، لأنَّ الله نورٌ، وساكنٌ في نورٍ لا يُدنى منه. كثيرون ممَّن لم يتعرَّفوا على الإيمانِ المسيحي يظنون أنَّ المسيحيين يؤلِّهون يسوعَ المسيح وينسبون إليه صِفة ابن الله! وبعضهم يذهبُ إلى الخرافة: أنَّ اللهَ تزوَّج العذراء مريم وأنجب منها المسيح يسوع، ولهذا يدعوه المسيحيون ابن الله!

حقيقة الإيمان المسيحي أنَّ ابنَ اللهِ هو نورُ الله – نورٌ من نورٍ – وأنَّ نورَ الآب السماوي كائنٌ معه وفيه منذ الأزل، فلا يمكن أن يكون النورُ بلا شعاع، وإلا لما عاد النور بعد نورًا؛ فالابن هو شعاعُ النور الأزلي الكائن في النور قبل خَلْق الأكوان، وقبل خَلْق الإنسان، وحتى قبل وجود العذراء مريم وولادة المسيح يسوع.

الإيمان المسيحي هو أنَّ الآب السماوي أظهر نورَه (ابنه) في إنسانية وجسد المسيح يسوع، حتى يمنح هذا النور للبشرية كلها – لكل من يقبله:"كان النُّورُ الحَقّ، الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، آتِيًا إِلى العالَم." (يو 1: 9) ت.ك.ي، لكن ما هدفُ إظهارِ الآبِ السماوي لنورهِ في طبيعةٍ بشرية؟

إجابةُ العهدِ الجديد واضحةٌ ومحددة: "... لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ." (1 يو 3: 8)، التي هي الخطيئة، الكراهية (1 يو 3: 15)، القتل (يو 8: 44)، اشتهاء الأجساد وشهوات إبليس (يو 8: 44). 

فإذا كان الآبُ قد أعطانا ابنه كي نحيا به، فإنَّ دور الكنيسة التي تحيا بالمسيح هو أن تُظهِره للعالم (كو ٤: ٤)، فهل يكون انتشارُ السلامِ على الأرضِ تمجيدًا للآبِ السماوي باستعلانِ ابنِ الله؟ وهل يكون انشقاق الكنيسة وخلافُ الأساقفة وانفراط عقد الوحدة هو السبب الفعلي لارتفاع صوت الكراهية والقتل وسفك الدماء والشهوات – باسم الله أحيانًا؟

إنَّ الآبَ أظهر فينا ابنه لكي نظهره للعالم: "... لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي." (يو 17: 21)


بنسلفانيا – أمريكا
٢٢ ديسمبر ٢٠٢٥

لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "لاهوت العهد الجديد" اضغط على الرابط التالي:

https://anbamaximus.org/articles/NewTestamentTheology

Powered By GSTV