رأي في الأحداث (٦٠) | سلامُ الإذعان، وسلامُ الصامدين:
Oct 09, 2025 13
980 79

رأي في الأحداث (٦٠) | سلامُ الإذعان، وسلامُ الصامدين:

لا شكَّ أنَّ مصر رئيسًا قويًّا، وشعبًا صامدًا باذلًا، هم المنتصرُ الحقيقيّ في جولة السلام العبقريّة التي يُحسَدُ عليها مستشارو الرئيس ترامب؛ فقد كانت مبادرةُ الرئيس الأمريكيّ لوقف الحرب في قطاع غزة مبادرةً كاشفةً وضعت النقاط على الحروف، فكبحتْ جماحَ التطرّف الإسرائيليّ نحو الحرب والإبادة الجماعية والتهجير للفلسطينيين، وفرضتْ على إخوان حماس سلام الإذعان: إلقاءَ السلاح ومغادرة المشهد الفلسطينيّ.
كنتُ أتساءل: هل يمكن زحزحة التأييد الصهيونيّ بين المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين؟ حتى نجحَ رئيسُ الوزراء نتنياهو في إحداث هذا التغيير، وأفقدَ إسرائيل كلَّ التأييد المسيحيّ الأمريكيّ بسبب وحشيّة سياساته نحو الفلسطينيين، وخصوصًا الأطفال.
ثم كانت بوادرُ تحقيق الخُطَّة التي يحلمُ بها نتنياهو واليهود: تتويجُ المسيح ملكًا لإسرائيل (كبديلٍ ليسوع المسيح)، إذ قام رئيسُ الوزراء نتنياهو بحضور شعائر الاحتفال بتقديم ذبيحة البقرة الحمراء، التي يُرشُّ دمُها لتكريس الهيكل، ورمادُ حريقها لتطهير كهنة الهيكل (عد 19: 1–22). وكان هذا بحدّ ذاته كافيًا لإقناع المسيحيين الأمريكيين بأنَّ نتنياهو وإسرائيل الحالية عائدون إلى عصر الذبائح الحيوانية، بما يعني أنَّ مسيح إسرائيل الجديد ليس هو عودة يسوع المسيح إلى الأرض ليلتقي اليهود في أورشليم كما كانوا يتصوّرون.
وأتصوّرُ – برأيي – أنَّ تقديم البقرة الحمراء معناه أنَّ الهيكل الثالث قد بُنيَ بالفعل في مكانٍ آخر، بخلاف مكانه القديم، وأنَّ ما يجري من محاولة توسيع حدود إسرائيل، ثم تقديم البقرة الحمراء، هو مقدّمةٌ لتتويج المسيح ملك إسرائيل الجديد.
شاهدتُ وقرأتُ العديد من التصريحات للحاخامات والراباي اليهود، الذين يُعلنون قرب تتويج المسيح ملك إسرائيل، الذي سيبني الهيكل ويقيمُ الحكم بالتوراة، والذي سيكون من أغنى أغنياء أهل الأرض. ويُقارنون بينه – كالمسيح الحقيقيّ في نظرهم – وبين يسوع المسيح الذي يُنكرونه ويرونه مسيحًا مزيّفًا!
لقد أتت الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ، وخسرت إسرائيلُ على يد نتنياهو كلَّ الدعم الشعبيّ والدينيّ الأمريكيّ، وأيضًا الأوروبيّ، ولم يعُد هنالك شيءٌ يُدعَمُ به الرئيسُ الأمريكيّ رئيسَ الوزراء نتنياهو وإسرائيل سوى مبادرة سلام الإذعان، التي بدّدت حلم التوسّع وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وجعلت إسرائيل الحديثةَ منعزلةً ومعزولةً مع مسيحها الجديد، بغير تداخلٍ أو اختلاطٍ، بل مع رفضٍ ومقارنةٍ واضحةٍ ضدَّ مسيحنا يسوع.
لا يسعني إلا أن أُقدّم خالصَ تهنئتي الحارّة لأبناء العمومة – شعب إسرائيل – بتتويج المسيح ملك إسرائيل، ليبني الهيكل ويُقيم التوراة التي أوصتْ بسبي النساء والأطفال واغتصاب الأراضي في الحروب (تث 20: 10–14)، كبديلٍ ليسوع المسيح الذي فتحَ أعينَ العُميان، وشفى المرضى، وطهّرَ البُرص، وأحيا الموتى، وعلَّمَ تابعيه: "أَحبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، بَاركُوا لَاعنيكُمْ، أَحْسنُوا إلَى مُبْغضيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْل الَّذينَ يُسيئُونَ إلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (مت 5: 44).

 

بنسلفانيا – أمريكا
6 أكتوبر 2025

 

لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:

https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath

Powered By GSTV