رأيٌ في الأحداث (۳٥) | اليومِ العالميِّ للأقباطِ الأرثوذكسِ في البيتِ الأبيضِ
Jun 11, 2025 17
980 79

رأيٌ في الأحداث (۳٥) | اليومِ العالميِّ للأقباطِ الأرثوذكسِ في البيتِ الأبيضِ

في خُطوةٍ قويَّةٍ وغيرِ مسبوقةٍ، تحمِلُ في طيَّاتها رسائلَ متعددةً إلى الداخلِ الأمريكيِّ، والشرقِ الأوسطِ، والعالمِ. اتَّخَذَ الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترامب قرارًا تنفيذيًّا باعتبارِ اليومِ العالميِّ للأقباطِ الأرثوذكسِ، الموافقِ الأوّلَ من يونيو من كلِّ عامٍ – عيدِ دخولِ المسيحِ والعائلةِ المقدَّسةِ إلى مصرَ – عيدًا قوميًّا أمريكيًّا للاحتفالِ بهِ ومشاركةِ الأقباطِ الأرثوذكسِ في هذا اليومِ الاحتفاليِّ القبطيِّ الأرثوذكسيِّ العالميِّ.

وإليكم نصَّ قرارِ الرئيسِ الصادرِ عن البيتِ الأبيضِ بشأنِ اعتبارِ عيدِ دخولِ المسيحِ إلى مصرَ عيدًا قوميًّا أمريكيًّا:

اليوم أنضمُّ إلى المجتمع القبطيّ الأرثوذكسيّ المسيحيّ في الاحتفاء بـ«اليوم العالمي القبطي» —احتفالٌ بالإرث العريق والثقافة الغنيّة وعبادةِ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المهيبة.

منذ أن بَشَّرَ القديس مرقس، رسولُ يسوع المسيح والإنجيليُّ، بالمسيحية في مصر خلال القرن الأوّل، صارت الكنيسة القبطية منارةً للمسيحية في أفريقيا لما يقرب من ألفي عام. وقد ترك المجتمع القبطي بصمةً لا تُمحى في قلوب ملايين المسيحيين، لا سيما من خلال إسهاماتهم الخالدة في اللاهوت والثقافة المسيحيَّيْن.

وفي هذا اليوم العالمي القبطي، نتوقَّف أيضًا لنتذكَّر الاضطهادَ الوحشيَّ والمستمرَّ الذي يتعرَّض له الأقباط الأرثوذكس في أفريقيا وعبر الشرق الأوسط. ففي عام 2015، أعدمَ إرهابيو داعش 21 عاملاً قبطيًّا في ليبيا بوحشية. وكحال المسيحيين المضطهدين في كلِّ أصقاع العالم، رفض هؤلاء الشهداء الأبطال التخلي عن إيمانهم؛ لقد جسَّدوا محبتهم الفدائية وثباتهم أمام الموت المحقّ. إن صمود الأقباط في وجه هذا المضايقة المستمرة شهادةٌ حيّةٌ على عزيمتهم التي لا تُكسر وتفانيهم الجريء في نشر إنجيل يسوع المسيح.

وعندما نُحيّي الإنجازات الاستثنائية للشهداء الأقباط الأرثوذكس واستشهادهم المؤلم، تُجدِّد إدارتي التزامها بالدفاع القوي عن حقّ الحرية الدينية، وهو حجرُ الأساس في أسلوب الحياة الأمريكي. لقد تشرفت مؤخرًا بتأسيس «اللجنة المعنية بالحرية الدينية»، فريقٌ من القيادات الروحية مكلفٌ بضمان ممارسة الأمريكيين لشعائرهم بحريةٍ تامةٍ دونَ تدخل حكومي. كما وقّعتُ أمرًا تنفيذيًّا يقضي بإنهاء التحيز المناهض للمسيحيين السائد في أرجاء وطننا —تصحيحًا للتجاوزات والتحقيقات والاضطهادات الجائرة التي تعرّض لها المسيحيون المؤمنون في عهد الإدارة السابقة.

ومع احتفال أمتنا بـ«اليوم العالمي القبطي»، نرتجي أن يزدادَ حبُّ الله في القلوب، وأن يولدَ إيمانٌ جديدٌ في الولايات المتحدة والعالم أجمع. اليوم وكلَّ يوم، لتكن تقاليدُ المجتمع القبطي الأرثوذكسي الثمينة نورًا لكل أمريكي، ولعلَّ إخلاصهم الثابت للمسيح يُلهِم أمتنا لتجديد محبّتنا وإيماننا وثقتنا باللّه القدير.

 

بنسلفانيا – أمريكا

۱۱ يونيو ۲۰۲٥

 

لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:

https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath

Powered By GSTV