وحدة الكتاب المقدس معناها وحدة الهدف والموضوع ؛ وهو المسيح؛ فدور الناموس أنه كان مؤدبنا الي المسيح ؛ وهدف كل النبوات هو التنبؤ عن المسيا المنتظر وخلاصه الذي سيجعلنا بنين وبنات يقول الرب القادر علي كل شئ؛وكل الأحداث كانت تعد البشرية لإستقبال المسيح ؛ و أن إظهارات محبة الله وقوته كانت إشارات ورموز للمسيح: "وجميعهم شربوا شرابا روحيا واحدًا من صخرة تابعتهم ؛ والصخرة هي المسيح" وبدون قراءة العهد القديم بعيون العهد الجديد؛ سيكون هذا إرتدادا مباشرا عن المسيح ونعمة العهد الجديد الي القديم الذي عتق وشاخ وهو ما وصفه الرسول بولس بالغباء ؛ في توبيخه لأهل غلاطية علي الارتداد الي الأركان الضعيفة بعدما إختبروا قوة وأعمال الروح القدس ؛ هذا ليس معناه بأي حال إهمال العهد القديم أو التجاسر عليه ؛ ولكن معناه فهم القديم بجديد يسوع المسيح ؛وإعادة صياغة الايمان والمفاهيم علي الأساس الجديد ؛الذي قدسه الآب وأرسله الي العالم: يسوع المسيح الذي فيه أظهرت الحياةالأبديةوليس بأحد غيره الخلاص ؛ لانه ليس إسم آخر تحت السماء به ينبغي أن نخلص سوي إسم يسوع الذي به أُظهر بر الله ؛بدون الناموس مشهودا له من الناموس والأنبياء.
واحد من أهم المفاهيم التي رسخها هو بنفسه وبكلماته بحصر اللفظ ؛ هو تعريف ما هي الدينونة ! بخلاف الموروث اليهودي عن الدينونة الذي تأسس علي الناموس ؛ الذي يعني العقوبة علي مخالفة وتعدي الناموس ؛ التي إنتشرت منها الي كل الديانات بما في ذلك بين كثرة من المسيحيين أنفسهم الذي لم يفطنوا الي أن أساس العلاقة مع الآب السماوي قد تغير من القديم المؤسس علي ناموس العقوبة والموت ؛ الي المسيح إبن الله الوحيد الظاهر في الجسد ؛ الذي فيه وبه أظهرت وأُعطيت الحياة الأبدية أي حياة الله للإنسان ؛ ومن ثم فلم تعد الدينونة كما كانت في القديم هي عقوبة الناموس؛ولكن الدينونة في العهد الجديد هي البقاء في الموت؛برفض قبول الحياة ! التي في المسيح؛وها كلمات المسيح نفسه ؛وهذا هو تعريفه بحصر اللفظ لما هي الدينونة في الجديد ؛ يقول له المجد: وهذه هي الدينونة أن النور ( شخصه المبارك) قد جاء الي العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ! إذن فالهلال برؤية العهد الجديد ليس حكما يصدره الله عقابًا للإنسان ! ولكنه حكما يصدره الانسان علي نفسه بملء إرادته برفضه لعطية الحياة الأبدية التي وهبها له الله مجانًا في المسيح ؛ والدينونه هي: أن النور قد جاء العالم وأحب وأختار الناس الظلمة بدلًا من النور ؛ فليست جهنم مكانًا قاسيًا يبعد فيه الله الانسان عنه إليه ليتعذب فيه ؛ ولكنه المكان والحالة التي يصير اليها الانسان بإبتعاده عن الله ؛ المحبة والحياة ! اذا فالدينونة حقيقة وأبدية ؛ نعم ولكنها إرادة الإنسان المبتعد عن الحياة ؛ وليست إرادة الله مانح الحياة !