نحن لا ننكر ولا يقدر أحد أن ينكر سلطان الله وعدالته علي كل الكون وأنه سيدين المسكونة بعدل ويعطي كل واحد فواحد كنحو أعماله؛ كما يدعي بعض الجهلة ! ولكننا نفهم أن الديان هو الله العادل القدوس والآب المحب الحكيم؛ وليس هو سيد العبيد الانتقامي الذي سيسحق البشر! وأما تعريف الدينونة في العهدالجديد فهو مختلف عن الفهم الموروث عن التراث اليهودي؛ المتشابه جدا مع الموروث الفرعوني : أنه في يوم القيامة يجتاز البشر مواجهة محاكمة إلهية طبقًا لسجلات أعماله؛ وبناء عليه يتحدد مصيره الأبدي؛ بالعقاب الأبدي أو حسن الثواب الأبدي! هذه الصوره الأكثر إنتشارا في موروثات الديانات الإبراهيمية؛! مختلفة تمامًا عن تعليم العهد الجديد والمسيحية؛
ففي معجزة إقامة لعازر ؛ قالت مرثا أخت الميت للمسيح : أنا أعلم أنه سيقوم في يوم القيامة؛ وهنا يبدأ له المجد تصويب المفاهيم ويقول لها : " أنا هو القيامة والحياة" وبالتالي يصحح لهم مفهوم الدينونة المتوارث كمحاكمة الاعمال؛ إلى كونها نتيجة لرفض نور الحياة والاغتراب عنه في الظلمةالخارجية أو قبوله والاتحاد به ليصيروا أبناء النور ويحيوا به حياة الفرح الأبدي؛
قال له المجد : وهذه هي الدينونة أن النور (أي شخصه الميارك) قد جاء إلى العالم ؛ وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ( أي أختاروا البقاء في الموت دون الاتحاد بنور الحياةالابدية) ؛ وهذا المعني نفسه يشرحه الانجيل : "من له الابن فله الحياة؛ ومن ليس له إبن الله فلن يري الحياة" لماذا ؟
لانه هو الحياة وفيه كانت الحياة ؛ ومن ثم فمن لم يتحد بالابن الذي هو الحياة فهو باق في الموت؛ وهذه هي الدينونة؛ وهذا هو معني غضب الله في العهد الجديد؛ فغضب الله هو حالة إحتجاب حياة الله عن الانسان الذي رفض قبولها ! وليس إجراء إنتقامي من الانسان بتعذيبه بسبب عصيانه ! كما هو متوارث في الديانات الشرق أوسطية! وكما هو شائع عند كثرة من المسيحيين بسبب ضعف التعليم ! ليس بمعني الغاء أو إنكار للدينونة أو للهلاك كما يصور الاغبياء الفكرة ؛
ولكن لأن فهم الحياة الأبدية في العهد الجديد هو الاتحاد بالمسيح نفسه ؛ وكذلك صار الهلاك الابدي سببه هو عدم الاتحاد بالنور والحياة الأبدية التي فيه ؛ فهل صار واضحا بعد هذا الشرح كيف يشرح العهد الجديد ما هي الدينونة الأبدية وكيف تكون ؟ وهل صار واضحا الفارق بين تعليم العهد القديم وتعليم المسيح عن الدينونة ؟!
هذا من ناحية؛ أما من الناحية الأخري فما أكتبه لتوبيخهم وإنذارهم علي مرأي الجميع ليس رجاء ولا توسل ؛ ولكنه مواجهة إذا لم تنجح في إيقاظ ضمائرهم ؛ فستنجح في كشف حقيقتهم أمام السلطة والمجتمع و الشعب المسيحي أيضا! وإذا كان هذا بغير جدوي أيضامعهم ؛ فسأوظف السلطان الروحي الذي يتشدقون به ولا يعرفونه لتأديبهم !
إذا كنتم تتصورون أنكم تستطيعون أن تكملوا مسيرة الصلف والكبرياء التي ورثتموها ؛ وأن تقفوا أمام مذبح الرب رافعين أيدي ملآنة بدماء الابرياء ؛ فدعوني أخبركم أن خطايا كم وحقدكم ؛ يتقدمانكم إلى القضاء !