من يقرأ بعناية؛ صلوات التحليل التي تصلي أكثر من مرة في القداس الواحد بدءًا من ختام رِفع بخور باكر حتي نهاية القداس؛ يتضح له فخ الكهنة ورؤساء الكهنة الذي نصبوه عبر السنين للمؤمنين البسطاء الذين يصدقونهم بغير فحص ! فهي ليست صلاة الحِل: بمعني السماح و الموافقة والتصريح ؛ ولكنها الحَل بمعني الفكاك وحَل القيود من " رباطات خطايانا " وهذا ما فعله الرب نفسه له المجد حينما قدموا اليه إمرأة منحنية لا تقدر أن ترفع قامتها بسبب روح شرير كان مقيدها وهذا الروح النجس كان روح ضعف ؛ فقال لها يا إمرأة كوني محلولة ( محاللة) من ضعفك؛ أي إنحلي من روح الضعف الذي يقيدك ويسبب لك حالة إنحاءة الضعف !
إذن فصلاة التحليل التي يصليها الكاهن سرا في آخر القداس هي طلب نعمة وقوة للتحرير من قيود الخطية ورباطاتها " حاللنا (أولًا) وحالل سائر شعبك ( ثانيا)" هو يطلب عن نفسه وأخوته الكهنة الشركاء أولًا ( الحل) ثم يطلبه أيضا لباقي المصلين المتقدمين الي شركة جسد الرب ودمه !وهكذا أيضا صلاة التحليل في ختام رفع البخور وهي نفسها التي يصليها للتائب المعترف أمامه بخطاياه ؛ هي ليست "يحلون ويحرمون" ولكنها قوة سلطان الصلاة الشفاعية لحل قيود ورباطات الخطية التي قيدت هذا التائب وقد تاب وإعترف بها !
إن سلطان جبروت تحكم وتسلط الكهنة علي الشعب بإسم سلطان الحل والربط؛ وأن المسيح غافر الخطايا و مطهرها بذبيحة نفسه تنازل عن سلطانه لخدام المذبح ؛ لم تعرفه الكنيسة في عصورها الأولي ولكن عرفته الكنيسة خلال العصور الوسطي؛ والبرهان سهل وبسيط جدا ؛ فقد ترجم الي العربية كاملًا شرح القديس كيرلس عمود الدين علي إنجيل يوحنا؛ وصار متاحا للجميع ؛ ويمكن مراجعة شرحه وتطبيقه لمعني كلمات الرب في (يو ٢٣/٢٠) "من غفرتم خطاياهم تغفر له؛ و من أمسكتهم خطاياه أمسكت"؛ المفروض أن يكون الكاهن و بالاولي الأسقف إنسانا مختبرا ومملوءا من الروح القدس والقوة والسلطان الروحي ؛ حتي أنه يستطيع أن يسلم قوة روحية وسلطان لحل قيود الخطية ورباطات إبليس عن تلاميذه الآتين بتوبة طالبين منه المعونه ؛ فماذا إذا لم يجدوا عنده قوة للتحرير ولا سلطانا للفكاك ! بل غطرسة غاشة أن عنده سلطان للحل والربط بدون اَي قوة أو أي إظهار من أي نوع أن عنده سلطانًا !!
أما عن وعد المسيح له المجد لتلاميذه : " الحق أقول لكم كل ماتربطونه علي الارض يكون مربوطا في السماء وما تحلونه علي الارض يكون حلولا في السماء"(مت١٨/١٨) فهو حق لا ريب فيه : فكما وقف رب المجد في أيام جسده أمام إبنه يايرس ؛ ونادي عليها ياصبية لك أقول قومي؛ فقامت ؛هكذا وقف بطرس الرسول أمام جثمان غزالة ونادي عليها" طابيثا قومي " ففتحت عينيها وعادت الي الي الحياة؛ وكثيرة هي و بلا عدد إظهارات أعمال وسلطان المسيح في قديسيه؛بكلمة الأمر والسلطان كما من فمه هو شخصيًا له كل المجد ؛أن يحلوا ويربطون بكلمة الأمركثيرة وتملأ التاريخ ؛ ولكن من الذي قال أن كل إتشح بمسوح الخدمة عنده هذا السلطان ؟!
هنالك فرق بين بالأعمال والسلطان ؛بين تسليم السلطان"والموهبة التي فيك بوضع يدي"(٢تي ٦/١) و تسليم الوهم؛ و أيضا بوضع اليد