مِن حق الشعب اليهودي أن يحتفل بتتويج مسيحه ملكًا لإسرائيل، ومن واجبنا أن نحترم اختياره، وتتويجِهِ لمسيحِهِ، وكذلك علينا أن نحترم حريته في رفضه لقبول مسيحنا: المسيح يسوع، وعدم الإيمان به؛ فلا إكراه في الدين.
من المتوقع أن تبدأ الحقبة الأولى لتتويج المسيح اليهودي: ناعمةً، هادئةً، داعيةً إلى السلام، مُغازلةٌ للجميع؛ الغزل الذي قد بدأ فعليًا كتمهيد لظهور المسيح الجديد؛ فعلى مستوى المسيحية الغربية يتحدثون عن الأُلفة بين اليهود والمسيحيين، وأن الكتاب المقدس الذي يضم اليهودي والمسيحي (التوراة والإنجيل): هو كتابٌ مقدسٌ واحدٌ، هذا فضلًا عن وثيقة التآخي بين اليهودية والمسيحية؛ التي تأسست عليها العلاقة بين اليهودية والمسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية.
على المستوى الشرقي بدأت مُغازلة المسلمين بأن اليهود والمسلمين يعبدون إلهًا واحدًا: هو إله إبراهيم، وأن اليهود والمسلمين: مُوحدين بالله، وليسوا مهرطقين كالمسيحيين الذين يؤمنون بأن المسيح ابن الله.
حقيقة المواجهة التي لا مفر منها، والتي أُدقُّ لها جرس الإنذار مبكرًا قبل أن تحدث هي: أن وجود مَسِيحِيّن اِثنين كلاهما يهودي، وكلاهما يؤسس ويُبرهن أتباعه عليه بنفس موروث النبوات والأنبياء اليهود؛ فهذا معناه ببساطة أن أحدهما هو المسيح الأصلي، والآخر مسيح مزيف ! إلا إذا بلغ القادةُ مبلغًا كبيرًا من التفاهم؛ بقبول الآخر بمبدأ أن لكلٍ مَسِيحِهِ، فلكم مسيحكم ولنا مسيح، وسترينا الأيام القادمة: هل هذا هو ما سيحدث، أم أن صراعًا دينيًا مع تشويه وتضليل كلٌ للأخر هو الذي سيحدث.
برأيي أن ما سيحدث في الشرق سيكون بخلاف ما يحدث في الغرب؛ فإضرام الصراع الديني في الشرق بين يهودية الموحدين، والإيمان المسيحي: أن المسيح يسوع هو ابن الله؛ لن يكون موجهًا، ولن يصيب أحدًا في منطقة الشرق الأوسط إلا مصر.
فمصر التي استعصت على تتويج حكومة إسلامية موالية لإسرائيل على غرار حكومة جبهة النصرة في سوريا؛ والتي لا يُمكن محاربتها بسبب جيشها القوي: لا حلَّ لمواجهتها سوى بتفكيكها من الداخل بصراع ديني طائفي بين المسيحيين والمسلمين.
لذلك رفعوا من الآن مُبكرين شعار التقسيم الآتي: نحن والمسلمون مُوَحِّدُونَ (نحن والمسلمون جبهة واحدة) في مواجهة مسيحٍ مهرطق (يعني ليس هو المسيح الأصلي)، ومسيحيون يعبدون إلهًا آخر غير الذي نعبده نحن. (هذه الفيديوهات بهذا التصريح منشورة على الميديا).
فهل يعبد المسيحيون إله إبراهيم أب المؤمنين كما يلقبه الإنجيل (غل 3: 7)، أم يعبدون إلهًا آخر (ثلاثة آلهة !)؟
وهل سيتنازل المسيح ملك إسرائيل الجديد عن واحدة من أخص خصائص مهمته الموعود بها: أي تمديد حدود إسرائيل من النيل إلى الفرات، أم أن الصراع مع مصر سيكون حتميًا؟
الحل الأسهل برأيي (الذي أتمنى أن يكون على غير الصواب)، وبتحليل التاريخ من وجهة نظري هو تفكيك مصر بسلاح الدين: أن اليهود والمسلمين صاروا معًا جبهة وتحالف واحد، بعد زيارة الرئيس ترامب المرتقبة إلى السعودية، وإعلان حل المشكلة الفلسطينية؛ ثمَّ توجيه هذا التحالف فيما بعد بصورة دينية ضد المسيحيين ومسيحهم المُهرطق (برأي اليهود)؛ لتفتيت وحدة مصر، أو بتتويج حكومة إسلامية بدلًا من النظام الحالي، على غرار ما حدث في سوريا.
ألا قد بَلَغْتُ: فمن له أذنان للسمع فليسمع.
يُتبع...
https://www.youtube.com/watch?v=ePO_AcqomGQ
https://www.youtube.com/watch?v=1ykuLP7pNo4
https://www.youtube.com/watch?v=VBcPPok3Veg
بنسلفانيا – أمريكا
17 مارس 2025
لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي: