أحداث النهاية؛ حرب مع أجناد الشر الروحية في السماويات بكل ما تحمل الكلمة من معني الحرب الروحية؛ يميزها عن الحرب الروحية المعتادين عليها؛ هو أن الادوات البشرية التي يستخدمها الشرير ضد الكنيسة دفعة واحدة في هذه الحرب؛ تكون دائما القوي السلطوية المتسلطة في العالم والحكومات والدول؛
كما سجل التاريخ أمثال هذه في حقب الاضطهاد التي واجهتها الكنيسة في تاريخها؛ ومن ثم فإن الظلم والضيق لا يكون شخصيا أو فرديا أو مكانيا كما يحدث في حروبنا الروحية العادية ولكنه يكون واسع التأثير وموجه ضد المسيح ومن هم له مباشرة؛ وهذا عكس الفكرة السائدة عند البعض : أن كوارث نهاية الزمان هي ضربات عقابية وتأديبية من عند الله على البشر العصاة وغير المؤمنين وحدهم طبعًا؛ دون المؤمنين! الأمر الذي طُبق مع جائحة كوفيد ١٩ ؛ إذا بدأ الحديث والتعليم إلحاقًا علي شواهد من العهد القديم وطريقة فهم سفر الرؤيا بنفس رؤية القديم : أن الوباء
هو بالتأكيد عقاب من عند الله ! ثم بعد إنتشاره وإصابة مؤمنين وكهنة أتقياء؛ صدر إعلان آخر بأن الكورونا ليست من ضربات نهاية الزمان المستهدف منها العالم الشرير؛ لأنها أصابت المؤمنين الاتقياء!!
من أجل هذا نستطيع أن نفهم حكمة الكنيسة في عصورها الاولي أن تحزم مسؤولية التعليم والقيادة في يد الأسقف؛ وأن يختار الأسقف من بين الكهنة من إستلم بوضوح موهبة تمييز الأرواح؛ وربما يجيب هذا علي السؤال الذي مازال يحير الكثيرين لماذا ذهبت الكنيسة تفتش في الأديرة وبين الشيوخ الروحانيين عن من تقيمه أسقفا أو بطريركًا ؛علي الرغم من أن خلوته جعلته غير مدرب علي أعمال الرعاية؟ و الاجابة هي : أن السعي هو لأكتشاف الشيخ الروحاني ذو مواهب تمييز الأرواح لكي يولي مسؤولية الأسقفية من أجل قيادة المعركة مع أجناد الشر الروحية في السماوات؛ حتي أن من يكسب المعركة الروحية في السماويات؛ هو من سيكسبها علي أرض الواقع والعكس صحيح؛ لأن السلطان الروحي في السماويات هو الذي يحرك ويحكم السلطان المادي في عالم البشر؛ هذا ماكان يحدث قبل أن تخلوا البراري من الشيوخ الروحانيين المدربين علي مواهب التمييز الروحي؛ ويحل محلهم أصحاب الياقات البيضاء ويصبح مؤهل الأسقف أنه خريج إحدي الجامعات؛ التي صارت حاليا متاحة لكل من أكل الخبز وشرب الماء بسبب مجانية التعليم؛ ومن ثم خرج لنا هذا المسخ الذي ترونه هنا وهناك من معلمين وقادة لكنيسة المسيح لا يعرفون شمالهم من يمينهم ولا ماهي الحرب الروحية من الأساس؛ ولَم يختبروا ما هو السلطان الروحي علي مملكة الشر والشياطين؛ ولا ماهي نعمة وموهبة تمييز الأرواح؛ ثم يتكلمون بإسم الكنيسة والإيمان!! ولن يختلف الأمر كثيرًا عن كنائس الحكي والكلام بإسم الإيمان والوعود الوردية والأماني والاحلام ؛ دون قوة الله وسلطان المسيح ولا مواهب وقوات الروح القدس ! فكيف يستطيع هؤلاء وأولئك أن يقودوا معركة المسيح و الكنيسة في مواجهة ضد المسيح وأعوانه وخداعاته بغير سلطان وبدون برهان ؟!
لم يعد الناس مستعبدين للملابس والعمائم
ولا للحرمانات الجوفاء كما كانوا في الماضي وكذلك لم يعودوا يأكلوا ويشبعوا من الوعود والأماني التي لا تحقق واقعا كما في السماء كذلك علي الأرض؛ بل صار المقنع هو برهان الحقيقة : فمن عنده سلطان المسيح الأقوي من سلطان الشرير الذي يستطيع أن ينقض أعمال إبليس ويوقف شره و ينجي من أوبئته وكوارثه فهو الشاهد الحقيقي الذي يحمل حضور المسيح للعالم؛ وهذا هو المحك وهنا المفارق وبهذا تظهر علامة إبن الانسان بشهادة و مجد وغلبة وحياة
لقد شبع الناس كلاما ووعودًا ؛ وأصبحوا في حاجة حقيقية وماسة لسلطان المسيح الحقيقي الأقوي من سلطان الشر والقادر أن يبطله ويحقق النجاة والخلاص للإنسان !