" كل الكتاب موحي به من الله؛ ونافع للتعليم والتوبيخ ، للتقويم و التأديب الذي في البر "( ٢تي ١٦/٣) " وعندنا الكلمة النبوية و هي أثبت التي تفعلون حسنا إن إنتبهتم إليها كما إلي سراج منير في موضع مظلم إلي أن ينفجر النهار و يطلع كوكب الصبح في قلوبكم" (٢بط١٩/١) " باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والامجاد التي بعدها "( ١بط١٢/١) " كان الناموس مؤدبنا إلي المسيح؛ لكي نتبرر بالايمان " (غلا ٢٤/٣ )" إذا الناموس لم يكمل شيئا؛ ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب من الله " (عب١٩/٧) ؛ هذه النصوص المقدسة من الإنجيل هي تقرير كلمة الله في العهد الجديد عن تقييم العهد القديم ومكانته وحدود عمله وهدفه بغير مزايدات ولا لي للنصوص ولا إسقاط نظريات لاهوتية مصنعة بالذهن البشري؛ علي كلمة الله.
تخبرنا هذه النصوص عن الناموس والعهد القديم أنه :
١- موحي به من الله .
٢- إنه نور و وحي إذا ما قورن بنور و وحي العهد الجديد " يسوع المسيح" ؛ فهو يشبه نور سراج إلي جوار شمس النهار .
٣- أن هدف النبوات هو المسيح.
٤- أن الناموس الذي لم يكمل شيئا.
٥-بل كان مؤدبنا إلي المسيح.
فهل يوجد في كلمة الله مايفيد أن لنبوات العهد القديم والناموس؛ أي هدف أو دور بعد مجئ المسيح أو بخلاف يسوع المسيح؟ الذي ليس أسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص ( أع ٨/٤) فإذا كانوا يقولون أن هناك تدبير آخر للشعب القديم بخلاف تدبير يسوع المسيح وعهده الجديد ؛ فهولاء هم خونه إنجيل المسيح وعهده الجديد ! وإذا كان عندهم تطبيق للكلمة النبوية؛ بخلاف تحقيقيها فقط في الأبن المتجسد يسوع المسيح ؛ فهولاء مرتدون عن الايمان بالمسيح وعهده الجديد إلي اليهودية ؛ وهؤلاء ليسوا منا !
فهل تنبأ العهد القديم عن الملك الالفي الذي فيه تتبارك المادة الطبيعية عشرات الاضعاف كما يتبارك عنقود العنب الواحد ولا يقوي علي حمله رجلان؟ وهل يمتلك الانسان سلطان علي الحيات والافاعي كما يضع الرضيع يده علي جحر الصل وتصير الوحوش مستأنسة كما لو أن الاسد صار بالنسبة للإنسان مثل بقرته ؟ الاجابة نعم بكل تأكيد تنبأ الانبياء بهذا؛ ولكن ألم يتحقق كل هذا في المسيح؛ لما بارك الخبزات وأشبع الجموع ولما حول الماء خمرا في عرس قانا الجليل ؟ و ألم يتحقق هذا السلطان في حياة تلاميذه الغالبين ؛كما إنتشبت الحية بيد بولس ثم القاها إلي النار ولَم يتضرر بسمها ؟
إن مشكلة هؤلاء الذين قاموا بإعادة شرح كلمة الله بذهنهم الجسدي وبدون إختبار عملي لقوة الله و مواهب الروح القدس ؛ أنهم خلقوا نموذجاً وهمياً للمسيحية يخلوا من الاختبار الروحي و قوة الروح القدس و يعتمد علي نظريات وتآليف يتوارثونها عن بعضهم؛ دون أن يستطيعوا أن يقدموا نصوصا إنجيليه محددة تصدق علي نظرياتهم .
فأين قال الانجيل المقدس أن يسوع المسيح إبن الله الذي دخل إلي كل مجده مع الآب والروح القدس سيملك ملكا حسيا في أورشاليم ؟! و أين قال الانجيل المقدس أن هناك تدبير خاص بالشعب القديم بخلاف يسوع المسيح و كنيسته جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل ؟! لسنا أوصياء علي إيمان الآخرين ؛ ولكننا مكلفين بإعلان حق الإنجيل ؛ و إن شاء أحد أن يقبل فليقبل ؛ و من لا يشاء ؛ فلقد أُعطيت كل الدينونة للإبن ؛ وحده!