محاولة تهويد المسيحية محاولة قديمة قدم المسيحية ذاتها ؛ يشهد علي ذلك العهد الجديد نفسه و رسالة الرسول بولس الي أهل غلاطيه علي وجه التحديد ؛ و سبب الصراع المستميت لإستعادة المسيحيين الي اليهودية معروف ؛ وهو أن المسيحية خرجت أساسا من رحم اليهودية ؛ ونُظر اليها في بدايتها علي أنها شيعة يهودية أطلقوا عليها " أتباع الطريق" علي أن اتباع "الطريقة" أو "الطريق " المسيحي هؤلاء خرجوا يقولون للعالم : أنه قد ظهر بر الله بدون الناموس! مشهودا له من الناموس والانبياء! بر الله بالايمان بيسوع المسيح !( الذي أنكروه و رفضوه وصلبوه)! وطبعا هذا النص وحده مع عشرات غيره في العهد الجديد معناها ببساطة إنتهاء اليهودية وإحلال المسيحية محلها من وجهة نظر البشارة بالمسيحية ؛ وأن الناموس كان مؤدبنا إلي المسيح و قد جاء المسيح وتحققت فيه حسب الرأي المسيحي كل نبوات العهد القديم ؛ يعني فرغت اليهودية من أساس إفتخارها الناموس و الانبياء بظهور المسيح ؛ غاية الناموس و الانبياء!!!
آباء الكنيسة الشرقية الاولين أصرو علي الانفصال الكامل بكل التفاصيل عن اليهودية تماما؛ حتي أنهم رفضوا أن يعيدوا لصلب والرب وقيامته في موعده التاريخي الفعلي ؛ لأن الرب كان قد صلب فعليا في يوم الجمعه السابق ليوم السبت"ذلك السبت كان عظيما" لأنه كان عيد الفصح ؛ ومن ثم فقد قرروا الاحتفال بعيد القيامة كل عام في الاسبوع التالي لعيد الفصح حتي لا يعيدوا مع اليهود في عيد فصحهم القديم ؛و قد صار لهم فصحا جديدا! وهذا هو سبب الاختلاف بين الشرق والغرب في ميعاد عيد القيامة ؛ هذا الفصل والتمييز الحاسم بين القديم والجديد هو العلامة المميزة للإيمان بالمسيح ؛ أنه هو الذي تحققت فيه النبوآت و أنه بديل الناموس بكمال إستعلان الحق الكامل ؛ وليس الامتداد لما عتق وشاخ و هو قريب من الاضمحلال (عب ١٣/٨) أي الناموس الذي لم يكمل شيئا!
(عب ١٩/٧) !!!!
الإنجيل معناه حسما : إما المسيح أو الناموس! ! المسيح لم ينقض الناموس لأنه القانون والشريعه التي لا غني عنها للبشرية التي تعيش تحت فساد الطبيعة والموت ؛ لإنضباط الحياة ؛ لأن الذين لم يحصلوا علي الطبيعة الجديدة بالمسيح يسوع لم يحصلوا بعد علي روح الحياة والغلبة ؛ وقد ظلت الكنيسة المسيحية تقرأ النبوات من العهد القديم في أسبوع الآلام و تصلي بالمزامير عملت بالقاعدة التي أرساها الآباء أن يقرأ العهد القديم بعيون الجديد
علي أن محاولة إختراق المسحية وإعادة تهويدها لم تتوقف إلا بعد خراب أورشاليم لما حاصر القائد الروماني تيطس في أيام الامبراطور هرقل أورشليم وخربها سنه٧٠ م و أسر كل وجهاء القوم ليسيروا مغللين في المواكب الإمبراطورية ؛ وأخذ كل الشباب القادرين علي العمل ليكونوا عمالا في مناجم الفحم في روما ؛ وهذا هو ما سبب لاحقا إنتشار اليهود في اوروبا ؛ علي أن التاريخ لاحقا دار دورته وصار اليهود بعد ذلك جالية قوية في أوروبا ؛ وكانت أول محاولة جادة لإختراق الكنيسة المسيحية في أوروبا والسعي للعودة الي أرض الموعد بآن واحد؛ محققة في ما عرف بالحملات الصليبية التي شارك فيها فرسان المعبد بقوة ؛ ولما لم تحقق الحملات الصليبية هدفها ؛ تراجعوا من المواجهة العسكرية المباشرة لإختراق المسيحية و الرجوع الي أرض الميعاد ؛ إلي الاختراق الفكري والهيمنة الاقتصادية لتحقيق نصر أسهل مدعوما بقوة السلطة بدلا من الحرب بالجيوش؛ و إن كان هذا لا يمنع من تجييشها وتجهيزها لضمان التفوق والقوة !
و بنفس طويل وتخطيط بعيد المدي إستقر قرارهم علي إتخاذ إمريكا العالم الجديد الواعد المكتشف حديثا ؛ قاعدة تنفيذية لمشروع التهويد و السلطة بآن واحد ؛ وكان لهم ما أرادوا و كان جورج واشنطن الكاهن الماسوني من الرتبة ال٣٣ هو أول رئيس للولايات الاميركية الموحدة ؛ و أُبرم إتفاق التآخي بين اليهوديه والمسيحية في أميركا الذي ما يزال معمولا به بكل قوة وتوسع في أميركا حاليا
و حتي لا يكون سردنا للتاريخ منقوصا فلابد أن نشير إلي عضوية " الحركة الصوفيةالاسلامية" في التنظيم الماسوني التي عرفت فيما بعد بإسم الاخوان المسلمين بعدما دفعت إنجلترا معقل الماسونية ؛ التي تضم في عضويتها مَلِكَة بريطانيا وتحتفظ لها بمحفلين في برلمانها ؛ مبلغ ٥٠٠ جنيه استرليني( يعني ٥٠ مليون جنيه حاليا) لمؤسس حركة الاخوان المسلمين في مصر ؛ ثم و قد أعلن ولي العهد السعودي : "أننا نشرنا الوهابية بناء علي طلب الحلفاء ! "و قد نجحت أن توظف فكرة الجهاد في الحركات المتأسلمة لتحقيق خططها في ضرب البلاد العربية التي طالتها و تفتيتها بالحركات الجهادية
كما نجحت في أن توظف فكرة التآخي اليهودي المسيحي ؛ و وحدة الكتاب المقدس في نشر الافكار التهويدية للفكر المسيحي علي نطاق واسع في الكنائس الاميريكية ؛ فصار الجميع يبشرون بفكرة الاختطاف المبكر الذي سيخلي الساحة من الكنيسة المسيحية علي حد زعمهم ؛ لكي يأتي المسيح و يملك ملكا حسيا علي الشعب اليهودي المختار في أورشاليم و يحكمون معه العالم ويتسلطون عليه ؛ وهذه هي بعينها خطة النظام العالمي الجديد التي يدبر لها علي قدم وساق حاليا و التي توشك علي ظهور مسيحهم بحسب تصريحات ؛ و حينئذ سوف يخدع شعب الكنائس الاميريكية المخدوع ولا يعرف التمييز بين من هو المسيح و من هو ضد المسيح لأن العلامة التي أعطيت لهم هي نفس عنوان ظهور ضد المسيح ! هذه هي الخطة الحزينة التي تدبر للكنيسة المسيحية المخدوعة بالاختراق الصهيوني ؛ بأن المسيح آت ليملك حسيا في أسرائيل علي عالم الشواذ و الطمع والشر ! و لكن كما تصدي قائد مسلم مستنير لخططهم بالجماعات المتأسلمة وأحبطها وبدد أحلامهم و آمالهم في مصر و المنطقة العربية ؛ فلابد من التصدي اللاهوتي والإنجيلي المستنير لخديعة تهويد الفكر واللاهوت المسيحي بإسم وحدة الكتاب المقدس ؛فالمسيحية لا تؤمن بالكتاب المقدس بعهديه كما إعتاد اللاهوتيين المخدوعين القول ! بل نحن نؤمن أن المسيح كلمة الله هو وحي العهد الجديد المتجسد الذي تحققت فيه كل نبوآت الانبياء ؛ ونحن نقبل العهد القديم ؛ بعيون الجديد و من خلال الايمان بيسوع المسيح الذي ظهر به بر الله بدون الناموس؛ وكخلفية تاريخية ونبوية ثابتة للجديد ؛ وبعد هذه المقدمة الحاسمة سنأتي إلي تفنيد الإختراقات اليهودية للفكر المسيحي واحدة واحدة ؛ مع الاشارة إلي مرماها التهويدي لخيانة إنجيل المسيح (يتبع)