ما هي الطبيعة الجديدة التي تتميز بها مسيحية الإنجيل؟؛ والتي أكد المسيح له المجد أنها تعني الولادة من فوق (كأولادٍ لله)؛ وأكد أيضًا لنقوديموس أنه بدونها: لا يقدر أحد أن يرى ملكوت الله (يو٣/٣)
ما يُحزَن له؛ أنه بسبب ضعف التعليم قد انحسر وانحصر الفهم في رؤية سطحية لطقس المعمودية؛ دون فهم واستيعاب تعليم العهد الجديد في (رو٦: ٣-٦): "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة؟، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته. عالمين هذا: أن إنساننا العتيق قد صُلِبَ معه ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نستعبد للخطية." ولم يسأل الكثيرون أنفسهم ما معنى هذه الكلمات المقدسة؟، وهل تنطبق على حياتهم؟، وهل نالوا هذه الطبيعة الجديدة أم لا؟ والتي بدونها لن يروا ملكوت الله!
فما هي الطبيعة الجديدة؟، ومتي وكيف تجددت الطبيعة الإنسانية؟: -
بداية: كيف فسدت طبيعة الإنسان التي خلقت أساسًا على صورة الله في البر وقداسة الحق؟
ج: بالخطية! وما هو تعريف الخطية؟
ج: طبقا للعهد القديم: الخطية هي التعدي؛ وطبقًا للإنجيل فإن الخطية هي أن يصير الإنسان من الشرير (إبليس) وفاعلا لمشيئته (يو٤٤/٨)؛ ومن ثم يسود علية الموت (رو١٢/٥) وسلطان إبليس عليه (عب١٤/٢)؛ إذاً فالسقوط وفساد الطبيعة الإنسانية: هو تغيرها من أن تكون على صورة الله إلى كونها صارت صورة لإبليس؛ يسود عليها ويستعبدها بطاعة مشيئته؛ ويعمل فيها بالموت ويأسرها به حتى “البقاء الأبدي في الموت"؛ وهذا هو سبب الوقوع المستمر تحت الخطية وصراخ الكثيرين: غير قادر على مقاومة الخطية ولا على غوايتها! لأنه لم يتغير بعد إلى الطبيعة الجديدة؛ وما يزال تحت الموت وفساد الطبيعة العتيقة!
س: فما هي الطبيعة الجديدة إذن؟
ج: هي الطبيعة المقدسة النازلة من فوق؛ بالابن النازل من السماء: "أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق" (يو٢٣/٨)؛ “ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو١٣/٣).
س: إذن فالطبيعة الجديدة هي هبة الذي نزل من فوق؛ لكن كيف أُعطيت للإنسان الذي هو من أسفل الذي يعمل فيه الموت والفساد؟
ج: "الكلمة" النازل من فوق؛ اتخذ جسدًا من طبيعتنا: قابل للموت؛ ولكن لا يعمل فيه ولا يسود عليه الموت؛ لأنه بلا خطية: "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فىَّ شيء" (يو٣٠/١٤)
ثم أن المسيح له المجد دخل بطبيعتنا (أي جسده) في مواجهة مع الشرير نفسه؛ في الصليب (بمعنى أن الشرير جاء بموته على من هو الحياة؛ فأبطلت الحياة الموت، وطرح الشرير إلى الهاوية)
فبعدما غلب الموت بجسدنا (طبيعتنا)؛ الذي كان قبلاً مغلوبًا ومقيدًا بالموت؛ أقام من الموت هذا الجسد؛ جسده (أي جسدنا) فجدده بالقيامة من الأموات.
س: لكن هذا حدث في جسد المسيح؛ فكيف يصير للإنسان وكيف تُسلم طبيعة الغلبة التي في المسيح إليَّ أنا الإنسان الشقي؛ الذي يسكن في جسدي الخطية والموت؟ (رو٢٤/٧، ١٧)
ج: بالاتحاد بالمسيح (وهذا هو تعريف الخلاص عند الآباء: الاتحاد بالمسيح) "فإذا كنا قد اتحدنا به في موت يشبه موته فكذلك نتحد في قيامته" (رو٥/٦) الترجمة المشتركة.
س: وكيف أَتحد بالمسيح؟
ج: هذا هو عمل الروح القدس (يو١٤/١٦) في الذين يقبلون المسيح
"وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" (يو ١٢/١)
أظن أن الأمور صارت واضحة للجميع طبقا للإنجيل وبالشواهد: أن أحدًا لن يرى ملكوت الله بدون الطبيعة الجديدة والاتحاد بالابن؛ حتى يصير ابنا لله بالابن الوحيد: فإذا لم يؤول الإيمان بالمسيح إلى الاتحاد بالمسيح حسب "حق الإنجيل"؛ فلابد من مراجعة النفس الآن قبل مواجهة الساعة؛ التي لن ينفع فيها؛ تعليم وآراء الناس!
"لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (رو٢/٨)