كمسيحي: فإن يسوع المسيح وحده هو أساس ومرجعية إيماني وليس كتاب اليهودية المقدس (العهد القديم)؛ وهو وحده الذي رأى الآب ويعرفه لأنه منه (يو٤٦/٦) (يو٢٩/٦)؛ وهو وحي العهد الجديد الكامل الذي نزل من السماء؛ " فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ." (١كو ١١/٣)
المسيح له المجد اقتبس من كتاب اليهودية المقدس (العهد القديم)؛ ونصحهم بأن يفتشوا جيدا في كتابهم المقدس؛ ليكتشفوا أنه ملئ بالنبوات التي تخبر عنه وتشهد له "فتشوا الكتب" (يو٣٩/٥)؛ واستخدم رسله القديسين ذات المنهج في الاستشهاد من العهد القديم؛ للبرهنة لليهود على أن يسوع هو المسيح؛ الأمر الذي لم يحدث إطلاقا في تبشيرهم بالمسيح بين الوثنيين.
الأناجيل المكتوبة هي شهادات رسل المسيح المعاينين له عن شخصه المبارك؛ فهي البشارة أو البشرى بمجيء المسيح المخلص؛ لتقودهم إلى قبول المسيح والاتحاد به لنوال الحياة الأبدية التي فيه والخلاص الذي به؛ مع التأكيد على أن المسيح نفسه وهو وحده؛ أساس الإيمان والخلاص الذي بالمسيح يسوع.
محاولة تهويد المسيحية بدأت منذ العصر الرسولي؛ وتصدى لها بقوة وشجاعة الفريسي السابق - بولس الرسول - معلنًا لتلاميذه في غلاطية أنهم صاروا أغبياءً؛ حينما أرادوا أن يضموا معطيات ناموس موسى إلى جوار الإيمان بالمسيح! لأن تغير الكهنوت من كهنوت هارون إلى كهنوت المسيح يقتضي بالضرورة والحتم تغيير (تبديل) ناموس العهد القديم (عب١٢/٧) بناموس آخر جديد: هو ناموس المسيح الذي هو ناموس روح الحياة في المسيح يسوع؛ وقد أعتقنا تماما وحررنا نهائيا من ناموس العهد القديم "ناموس الخطية والموت"(رو٢/٨)
فإذا كان مؤمني غلاطية دعاهم أغبياء لما أضافوا العتيق إلى الجديد -المسيح - وأن عطية الطبيعة والحياة الجديدة والامتلاء من الروح القدس هما ناموس المسيح الجديد الذي حل محل ناموس العهد القديم الذي دعاه بالمقارنة مع الجديد "ناموس الخطيئة والموت"
فإن استبدال تعبير "الحق الكتابي" محل تعبير الرسول بولس "حق الإنجيل" هو ارتداد غبي عن حق الانجيل الذي هو يسوع المسيح؛ والأكثر غباءً من ذلك؛ هو جعل الكتاب المقدس اليهودي (العهد القديم) أساسًا ومرجعية للإيمان المسيحي؛ وليس فقط شهادة الكلمة النبوية للمسيح؛ والانتفاع بما هو للتعليم والتوبيخ الذي في البر.
إنها خدعة الصهيونية المسيحية الكبيرة التي اخترقت الفكر المسيحي وبنعومة شديدة؛ باسم وحدة الكتاب المقدس! أن صار القديم اليهودي أساسًا ومرجعًا للإيمان المسيحي إلى جوار رب المجد؛ تكرار أكثر خبثا وأقوى تأثيرًا لتجربة الغلاطيين الاغبياء! (غلا ١/٣)