كان الرب يسوع المسيح هو أول من نحت تعبير الرقاد أو النوم على موت لعازر؛ ومن بعد ذلك استخدمت الكنيسة المسيحية تعبير الراقدين على من سيقومون من الموت؛ ليس فقط على غرار إقامة لعازر؛ بل بالأحرى على الذين سيقومون في قيامة الحياة علي مثال قيامة المسيح.
ولقد نقل اليهود عن الفرعونية المصرية القديمة إلى كل العالم عقيدة البعث وصارت عقيدة البعث مرادفًا لكلمة القيامة في الموروث اليهودي؛ وكذلك في فهم المسيحيين المتأثرين باليهودية أو الذين لم يقرأوا الإنجيل بعيون الآباء؛ بل بعيون المبشرين المتهودين فكريًا!
القيامة في تعبير الإنجيل وعهده الجديد هي قيامة المسيح وبالتالي فتعريف القيامة بالنسبة للمؤمنين؛ هي القيامة التي على مثال قيامة المسيح والتي لا تكون إلا بالمسيح مالكها ومانحها الوحيد لأنه هو أول من حقق وتحقق فيه هذا النوع من القيامة أي قيامة الحياة؛ لذلك دعي "باكورة الراقدين" ولذلك فإن المسيح له المجد قام من الأموات في اليوم الثالث؛ قام بجسد القيامة الذي لا يسود عليه الموت بعد.
فحينما قال المسيح له المجد: لمرثا أخت لعازر "سيقوم أخوك" فأجابته إجابة الموروث اليهودي الفرعوني التي يرددها حتى اليوم كثرة من المسيحيين: أنا أعلم أنه سيقوم في يوم القيامة؛ وهنا صحح لها المسيح له المجد المفهوم اليهودي بإعلان العهد الجديد: "أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا" (يو١١: ٢٥)
القيامة في تعريف العهد الجديد هي فقط قيامة الحياة التي سيحظى بها فقط الذين صار المسيح ساكنًا فيهم بالروح القدس؛ الذين صاروا مسكنا لله في الروح القدس "إن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم؛ فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم" (رو٨:١١)
الحقيقة الغالية التي ينبغي أن يعيها بنوا الملكوت الذين صاروا هيكلاً للروح القدس ومسكنًا لله في الروح القدس: أن الروح القدس الذي إتحد بالإنسان المقدس؛ يتحد بروحه وبجسده معًا "جسدكم هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله" ( ١كو٦: ١٩) ولذلك فإنه عند رقاد الجسد؛ فإن الروح القدس لا يفارق روح الإنسان بل تسبح روح الإنسان في الروح القدس لتكون مع المسيح في السماء إلى وقت ظهور المسيح ومجيئه الثاني؛ والروح القدس كذلك لا يفارق أيضًا الأجساد التي رقدت على رجاء القيامة وهذا هو سبب وسر قيامتها في اليوم الأخير.
فالذين لم يكن الروح القدس ساكنًا فيهم؛ فلا نصيب لهم بالطبع في قيامة الحياة؛ ولكنهم سيخرجون من القبور في اليوم الأخير إلى قيامة الدينونة أي للبقاء في الموت الذي كان يعمل فيهم قبلاً بالأهواء والشهوات وكان يخنقهم يوميا بالاكتئاب والضيق والأحزان.
قالوا في مثل صباح هذا اليوم "وقع إبيفانيوس من على سلم سكن الدير ومات“! صه يا هذا: أمثال إبيفانيوس لا يموتون لأن حياة المسيح الأبدية ساكنة فيهم؛ لكنهم فقط يرقدون إلى قيامة الحياة لذلك نردد بحب وفخر وعزاء: إبيفانيوس حبيبنا قد نام؛ لكن المسيح آت ليوقظه!