على الرغم من الدور المتميز الذي لعبه مارتن لوثر وحركته الإصلاحية في التغيير والتأثير في حركة التاريخ والكنيسة المسيحية باستعادة الإيمان بالمسيح كأساس وحيد للخلاص بالمسيح؛ إلا أنني أتصور أن لوثر لم يفطن لدور الصهيونية في اختراق الكنيسة في الغرب؛ وأن استدعاء الأعمال إلى جوار الإيمان بالمسيح للخلاص؛ هو استدعاء لليهودية إلى جوار المسيحية للخلاص؛ تمامًا مثل فكرة استدعاء الختان إلى جوار الإيمان بالمسيح للخلاص في أيام الرسول بولس!
ومن ثم فقد صار الإيمان فيما بعد لوثر "تعويذة" للخلاص لا يمكن كسرها! بإغفال الاتحاد بالمخلص نفسه لنوال الخلاص به؛ على أن الفكرة الأكثر دهاءً التي كبلت حركة التحرير من أعمال الناموس؛ بالناموس نفسه؛ هي تأسيس فكرة الخلاص بالإيمان دون الأعمال على التأسيس الذي وضعة الناموس لمعنى الخطيئة والسقوط؛ فقد اعتمد مبشري حركة الإصلاح قصة سفر التكوين لسقوط الإنسان بناءً على الموروث اليهودي الناموسي: أن الله عاقب الإنسان مُخالف الناموس بعقوبة الموت! دون أن يسألوا بعضهم أو يسألهم أحد: ومن أين أتى الله بالموت الذي عاقب به الإنسان؛ وهو لا موت فيه؟!
ثم إذا كان الإصلاحيون قد التزموا بالإنجيل؛ فلماذا لم يقرأوا العهد الجديد جيدًا ليدركوا ببساطة أن الله لا موت ولا ظلمة فيه البتة؛ وأن إبليس هو الذي له سلطان الموت (عب ٢: ١٤) ومن ثم فإنه القاتل؛ الذي بعد ما يقتل: له سلطان أن يلقي الروح والجسد كليهما في جهنم؛ وليس الله هو الذي يلقي الناس في جهنم وهو الذي يميت! طبقا للموروث اليهودي وبالتناقض مع العهد الجديد: "ناموس روح الحياة في المسيح يسوع الذي أعتقني من ناموس الخطية الموت (أي ناموس موسى)" وبناءً على اختراق الصهيونية الجسيم هذا للمسيحية الغربية: تم تأليف قصة العقاب واسترضاء الإله الغاضب ورد غضبة بقتل ابنه الحبيب بوحشية الصلب حتى يرضى؛ وليس أن الصلب والقتل صلبًا: هو وحشية إبليس والإنسان المستعبد له!
وبناء على ناموس العهد القديم؛ صار معنى أجرة الخطية موت: أي عقوبة الخطية موت؛ يوقعه إله الحياة الذي لا موت فيه على الإنسان الذي يحبه رغم سقوطه! وليس أن أجرة الخطية موت معناها: أن ثمرة الخطية الموت؛ بسبب الوقوع في قبضة من له سلطان الموت أي إبليس. عب (٢: ١٤)
ومع الحملة الفرنسية جاءت المطبعة إلى مصر ونُشر معها لاهوت العصور الوسطى المخترق من الصهيونية؛ ويبتلعه بجهل عميق المصريون الذين لم يقرأوا أثناسيوس الذي كان لوثر نفسه متأثرًا به!
فكروا في كلماتي قبل أن يندفع البعض بتأكيد أنه تلميذ الموروث اليهودي والصهيومسيحية: كيف لله أن يميت وهو لا موت ولا ظلمة فيه البته؛ طبقًا لإعلان العهد الجديد؟