لا أعرف؛ هل كان مارتن لوثر على دراية بالاختراق الماسوني للكنيسة الكاثوليكية أم لا! على الرغم من أن ثورته الاصلاحية تصدت لأحد أخطر روافد هذا الاختراق اليهودي للمسيحية؛ وهو إستدعاء الأعمال إلى جوار الإيمان (كشرط مكمل للإيمان؛ وليس كثمرة للإيمان) لنوال الخلاص!
وصارت الصيغة المقرونة بحرم من يخالفها التي أُقرت في مجمع تريدنت هي أن الخلاص بالإيمان والأعمال؛ أي بالمسيح والناموس معًا! ضربا عرض الحائط بكفاح الرسول بولس ضد تهويد المسيحية والغباء الغلاطيني وبرسائله إلى روما وغلاطية وكذلك إلى العبرانيين!
وعلى الرغم من أن دراستي وبحثي الشخصي في لاهوت لوثر في الفداء أفضى بي إلى أن مارتن لوثر كان يعتقد بأن الفداء تحقق وتم بلاهوت المسيح تماما كالقديس أثناسيوس؛ وليس بأن ناسوته هو الذي قدم أضحية لإشباع العدل؛ ورد الغضب الإلهي! كما علم أنسالم: رئيس أساقفة كانتربري (الكاثوليكي) في القرن الثاني عشر؛ وهي النظرية التي شاعت وإنتشرت من الغرب إلى العالم المسيحي كله؛ دون أن ينتبه أحد إلى أنها الاختراق الماسوني اليهودي الأكبر والأخطر للمسيحية! ويبدو إن إستغراق لوثر في معركة الإيمان والأعمال؛ أخذت إهتمامه عن مواجهة نظرية أنسالم (إشباع العدل الإلهي) التي بلع طعمها قادة حركة الإصلاح من بعده!
لكن لماذ أنبه العالم المسيحي إلى أن نظرية رئيس الأساقفة الكاثوليكي أنسالم (إشباع العدل الإلهي) هي الاختراق الأكبر والأخطر للكنيسة المسيحية لجرها إلى التهود بخبث شديد؟
بعيدا عن أنه لم يستخدم نصًا إنجيليًا واحدًا؛ وأنه أسقط كل نصوص الإنجيل التي تؤكد أن محبة الآب كانت سبب الفداء؛ ولجوئه إلى الفقه الإسلامي في تعريف "العدل" بدلا من الإنجيل وغيرها من الانتقادات التي وجهت إلى هذه النظرية؛ إلا أن الخطر في نظري من هذه النظرية الشائعة هو: أنه إذا كانت فكرة الخلاص بالإيمان والأعمال قد أضافت الأعمال (أي الناموس واليهودية) إلى الإيمان بالمسيح؛ فلا يكون الإيمان بالمسيح بديلا للناموس واليهودية؛ فإن نظرية إشباع العدل الإلهي قد جعلت من الناموس (أي اليهودية) أساسًا لتعامل الله مع البشرية وخلاص الإنسان؛ وجعلت من الابن القدوس خادمًا للناموس (الأصل والأساس) فقد جاء المسيح بحسب هذه النظرية المتهوده: لكي يتمم الناموس ويوفي متطلبات الناموس وعدل الناموس ومن ثم فهو ليس بديل الناموس بل خادما له ! وحاشا