نحت المسيح له المجد في إنجيل القديس يوحنا؛ تعريفات جديدة تحمل مع التشبيه الاستعاري؛ قوة الإعلان الفوقاني لأسرار الملكوت؛ من هذه العبارات المميزة في (يو ٨ :١٢) "أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة" وهنا يربط بين التشبيه بالنور ثم تمييز نوره عن النور؛ بأنه حي وواهب للحياة؛ التي هي بدورها ليست حياة الجسد؛ ولكنها حياته: حياة القيامة والحياة الأبدية.
ومن ثم فإن فهم مغزى تعبيرات المسيح له المجد وتشبيهاته؛ هو مفتاح أساسي لفهم الإعلان الإنجيلي ومن ثم نوال نعمة الاشتراك فيه؛ ومن ثم فإن قوة القيامة التي فاضت من المسيح وحملتها روحه الإنسانية إلى أرواح الموتى؛ كانت هي الحياة الإلهية الأبدية النورانية: التي أنارت وأحيت الجميع من الموت "بل يكون له نور الحياة" يو ٨ : ١٢
ولكن الم يكن نور الحياة يفيض منه بقوة وسلطان على الشياطين وشفاءًا للمرضى وخلاصًا للخطاة؛ فما هو الجديد بعد قيامته؟
قبل قيامته: "لم يكن الروح القدس قد أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد"(يو ٧: ٣٩)؛ ولكن بعد قيامته صار ممكنا للبشرية أن تستلم منه بالروح القدس : نور الحياة! "نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس" فبقبول الروح القدس صار المسيح له المجد يسلم "نور الحياة" بالروح القدس.
أما أولئك الذين صار لهم نور الحياة وقوة القيامة من المسيح القائم من الأموات؛ فقد صار فيهم سلطانه على إنارة الآخرين وتحريرهم من سلطان الشيطان؛ حتى يستطيعوا أن يرجعوا إلى الله ويستطيعوا أن يؤمنوا؛ ومن ثم ينالوا بالإيمان بالمسيح غفران الخطايا وحياة أبدية مع المقدسين (أع ٢٦ : ١٨ ).
وصاروا أيضا ينقلوا ويسلموا نور الحياة للآخرين" أُذكرك أن تضرم أيضا موهبة الله التي فيك بوضع يدي" (٢تي ١ : ٦)
هل صار واضحًا الآن لماذا كانت خدمة الرسل مصحوبة بالقوات والأشفية والسلطان على فك القيود وتحرير النفوس من أسر الشيطان؟ وهل صار واضحًا لنا سبب تعطل المواهب الروحية وقوات الروح القدس في خدمتنا وإرساليتنا؟!