هناك خلط في المفاهيم بين الدينونة والمجازاة؛ في اللاهوت المسيحي؛ تأثرًا بعقيدة البعث والثواب والعقاب عند المصريين القدماء؛ التي إنتشرت بإجتياح في باقي الديانات بدايةً من اليهودية.
كما أن هناك خلطا آخر عند المسيحيين بين المجازاة والأعمال؛ تبعا للنزاع حول نظرية الخلاص بالإيمان والأعمال التي أقرها مجمع تريدنت في الكنيسة الكاثوليكية في عصر ثورة الاصلاح، وعلى الرغم من أن الدينونة والمجازاة يحدثان بنفس الوقت بمجيء الرب الثاني في مجده؛ إلا أن الدينونة معناها محددًا عدم نوال الخلاص ومن ثم البقاء في الموت "من آمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدان" (مر ١٦ : ١٦)
أما المجازاة فهي للمؤمنين المُخَلَصين؛ وهنا عبارة "يعطي كل واحدٍ فواحدٍ كنحو أعماله"في القداس؛ ليس فقط معنيًا بها في اللاهوت المسيحي أعماله الصالحة الإيجابية وحدها؛ بل وأيضا آلامه ومعناته وظلمه واضطهاده؛ وأيضًا فقره وجوعه وحاجته التي ظُلم بها من المجتمع والناس "لان هذا فضل، ان كان احد من اجل ضمير نحو الله، يحتمل احزانا متالما بالظلم. لانه اي مجد هو ان كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون؟ بل ان كنتم تتالمون عاملين الخير فتصبرون، فهذا فضل عند الله،" (١بط ٢ : ١٧) "ان عيرتم باسم المسيح، فطوبى لكم، لان روح المجد والله يحل عليكم." (١بط ٤ : ١٤)؛ مع أهمية الفصل بين المعاناة التي ينبغي أن أقاومها وأتخلص منها؛ وتلك التي أُظلم بها مرغمًا بغير قدرة على دفعها؛ وهذه الأخيرة هي موضوع المجازاة و التعويض في يوم المجازاة.
فمن يعاني الحاجة والجوع لأنه لايملك؛ له المجازاة والتعويض عن ألم الحرمان والعوز مثل الذي احتمل ألم المرض؛ أما من يملك فهو يجازى إن كسر للجائع خبزه وسدد عوز المحتاجين؛ كذلك مثله الذي خدم المرضي وخفف من آلامهم، فعدالة المجد الآتي ستغطي كل آلامك ودموعك ومعاناتك بالكامل؛ كما ستكافئ عطاءك وجهادك وتعبك في المحبة.