كان يهوذا الاسخريوطي واحدًا من تلاميذ المسيح الاثنى عشر! المسيح له المجد هو الذي أحبه ودعاه للخدمة؛ كما دعى سائر التلاميذ؛ وهو الذي أعطاه درجة الرسولية؛ وأعطاه كباقي الرسل السلطان على شفاء المرضى وإخراج الشياطين وأرسله مع باقي الرسل للإرسالية؛ بل وكان مميزًا بأن جعله أمينًا للصندوق في إرساليته! ومع كل هذه المحبة؛ خان وباعه بثلاثين من الفضه؛ فبعدما رفض كل نداآت المحبة؛ دخله أيضا الشيطان الذي أغواه وأطاعه!
في العهد القديم؛ الله هو الذي أختار شاول ليكون ملكًا لإسرائيل؛ وهو الذي أمر صموئيل النبي بمسحه ملكًا؛ ولكنه لما رفض طاعة الرب رفضه الرب من المُلك؛ فناح عليه صموئيل النبي؛ الذي عاتبه الرب: حتى متى تنوح على شاول وأنا قد رفضته؟! النواح والرجاء الكاذب ليسا من أعمال الله ولا من طرق الله؛ لكن ها هي طرق الرب وإجابة الرب لصموئيل على خيانة شاول : أنا قد رفضته عن أن يملك على إسرائيل! فتعال نمسح البديل: "إملأ قرنك بالدهن وتعال أرسلك إلى يسى البيت لحمي لأني رأيت لي في بنيه ملكًا" ( ١صم ١٦/١)
هذا هو بعينه ما فعله تلاميذ المسيح له المجد بعد سقوط وخيانة يهوذا الذي كان واحدًا منهم؛ بطرس: "لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابًا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر" (أع ٢٠/١) فأختاروا بدلاً منه متياس الرسول الذي حل محل يهوذا الخائن.
بعض الاسئلة التي تحيرني؛ والتي أحب أن أوجهها للخدام المستنيرين بنعمة المسيح:
ما هي علامات الخيانة التي لم تستعلن في حياة وسلوك هؤلاء الخونة؛ الذين تلعقون أحذيتهم ويدوسون بها على كل ما هو مقدس وكريم في عيني الرب؟! أو ماذا تبقى للمسيح في ما كان مدعوًا بيته؛ لم يدنسوه!
أما السؤال الأهم فهو ما هي العلامة المبرهنة في حياة وسلوك هؤلاء الخونة التي تقول أنهم تلاميذ المسيح! أو حتي يعرفونه من بعيد أو من قريب؟!
"أما من يبغض أخاه فهو في الظلمة و في الظلمة يسلك ولا يعلم إلي أين يمضي لأن الظلمة قد أعمت عينيه" (١يو١١/٢)
"بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض" (يو ٣٥/١٣)
أما سؤالي الأخير فهو: هل أنتم تسعون لتحقيق مشيئة الله ومجد كنيسة المسيح؛ أما أنكم تكرمون وجوه الناس والخونة الذين باعوا المسيح؛ على حساب مجد المسيح نفسه؟!