يخطئ خطأ جسيمًا ضد الإيمان واللاهوت المسيحي من يعتبر أن الكنيسة هي الهيراكي الكنسي الذي يمثله مجمع الأساقفة أو مجلسها الملي؛ فهذه التعريفات التي ابتكرت في العصور الوسطى بأغراض سياسية؛ إنما كانت تهدف إلى تأكيد تسلط سياسي إنساني بصيغة كنسية؛ لتحل محل سيادة المسيح ورئاسته لكنيسته؛ بحيث يتم قطع الجسد عن الرأس فيصبح جسدًا ميتا يسهل التحكم فيه!
وهذا ما قد حدث بالفعل؛ وتحقق لهم ما يريدون من السيطرة والتحكم في جسد مفصول عن رأسه؛ ولكنهم لم يستطيعوا أن يتفادوا رائحة التعفن والتحلل التي تفوح علانية وأمام الجميع من الجثة التي يجثمون بكل ثقلهم فوقها!
في مدينة صغيرة بولاية بنسيلفانيا الأمريكية إسمها "نِفِسِ" توجد كنيسة إسمها الكنيسة اللوثريه الأرثوذكسية؛ يقول أسقفها: أن مارتن لوثر لم يكن يقصد أن تنتهي حركته الإصلاحية إلى النتيجة التي صارت إليها حاليًا؛ ولكنه كان يسعى بالعودة بالكنيسة إلى الأرثوذكسية من واقع كاثوليكية العصور الوسطى.
لماذا صدقت هذا الأسقف؛ لأنني إكتشفت بنفسي من خلال بحثي أن مارتن لوثر كان متأثرًا بالقديس أثناسيوس في شرحه للفداء؛ أن الذي تمم الخلاص هو لاهوت المسيح وليس ناسوته؛ ولأن كنيسته في ثوبها القديم ماتزال تحمل الكثير من البصمة الأرثوذكسية في قداسها.
المستنيرون والإصلاحيون المعاصرون يكرهون أن تنتهي بهم الأمور إلى النتيجة النهائية التي إنتهت إليها حركة الإصلاح التي قادها لوثر؛ وردود أفعالها السلبية ضد الموروث الآبائي؛ وتعليم الأسرار الكنسية وأبعاد أُخَر ْ في الروحانية الأرثوذكسية؛ فيندفعون إلى التشبث بالجثة التي فُصِلَتْ تمامًا عن رأسها المحيي؛ فيقعون ضحية يسهل السيطرة عليها بأيدي الجلادين؛ الذين قطعوا جسد المسيح نفسه عن رأسه بغير خجل ولا حياء، وطبعًا موضوع الضمير قد أنمحى من زمن بعيد!
بينما ظلوا غير قادرين على التمييز بين الكنيسة جسد المسيح وأم الشهداء؛ وبين الجثة التي تفوح برائحة الموت المفصولة تماما بأيدي جلاديها عن الرأس المسيح !
فقط أريد ضبط التعريفات؛ أن جسدًا مفصول عن رأسة ليس إسمه بعد جسد لأنه لم يعد حيًا بل يسمي جثة!
وإذا لم تكونوا قادرين على شم رائحة التعفن والتحلل التي تفوح منها؛ فأود أن أخبركم أن العالم كله بإختلاف مكوناته يشمون رائحة التعفن المحيطة بكم دون أن تحسوا أنتم بها! Enjoy!