أنا لا أكتب طبعًا إلى أولاد إبليس الذين قال الرب عنهم: "شهوات أبيكم تريدون أن تعملوا"؛ لأن كل من يفعل الخطية هو من إبليس وكذلك كل من يبغض أخاه لكنني أكتب فقط إلى أبناء الملكوت؛ الذين يعيشون كما يحق لإنجيل المسيح ويشهدون لحق الإنجيل؛ وليس لروح الجبن والخوف والعبودية؛ لكي أحذرهم بموجب تعليم الكتاب المقدس: "لا أعود أكون معكم إن لم تبيدوا الحرام من وسطكم" (يش ١٢/٧)؛ فأية خلطة للبر مع الإثم وأية شركة للنور مع الظلمة وأية إتفاق للمسيح مع بليعال (٢كو٦: ١٥/١٤)
فقد كانت الكنيسة تقبل في صفوف الموعوظين والتائبين؛ المقبلين إلى الإيمان بالمسيح وكذلك التائبين من المؤمنين؛ أما المتبجحين بالإثم فكان تحذير الرسول بولس على طول الخط هو: "إعزلوا الخبيث من بينكم"؛ لكن أن يُترك الأشرار يرتعون في كنيسة المسيح ويدعون مؤمنين جنبًا إلى جنب إلى المؤمنين الحقيقيين؛ فهذا ما لم تعرفه الكنيسة إلا في عصور الارتداد!
الخيار الآخر للمؤمنين الحقيقيين هو أن: "أخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها" (رؤ ٤/١٨)
"بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس: كل من لا يفعل البر فليس من الله وكذا من لا يحب أخاه" (١يو١٠/٣)
الخدعة الكبرى التي يواجهها أبناء هذا الجيل؛ أن أبناء إبليس؛ إحتلوا بالظلم أماكن العبادة الموروثة عن الآباء وجلسوا على كراسي المعلمين؛ يكذبون على الكنيسة وعلى آباءها دون أن يقدموا برهانًا على ما يقولونه بنصوص من أقوال الآباء؛ التي لم يقرأوها يوما! ثم يحمسون الشباب المغرر به؛ بالتمسك بالكنيسة؛ والدفاع عن الإيمان المسلم من الآباء! بينما هم فعليًا مغتربون تمامًا بحياتهم وتعليمهم عن كنيسة الآباء وعن لاهوتها!
لقد تغير التاريخ وصارت أدوات المعرفة وتعلم اللغات متاحة لكثيرين؛ فحينما تسمعون تعليمًا بإسم الكنيسة؛ إفضح جهلهم وإدعاءاتهم؛ بأن تسألهم: أين هي النصوص والمراجع الآبائية التي تؤيد كلامك؟! ثم أتركه وأذهب فورًا إلى الانترنت واكتب كلمة patristics أي آباء الكنيسة؛ ثم اكتب الكلمة الرئيسية في موضوع البحث؛ ثم إقرأ وتعرف بنفسك على حقيقية تعليم آباء كنيستك الحقيقية؛ واكتشف بنفسك واعرف من هو الجاهل؛ الذي لا يفقه ولم يدرس شيئا! ومن هم تلاميذ الآباء الحقيقيين؛ وأين توجد كنيسة الآباء ولاهوتها؛ ومن هم المُدَّعون المزيفون الذين يرددون عن جهل تعليم العصور الوسطى المشوش ويخدعون البسطاء!
لن نخرج من أرضنا ولن نترك لهم شعبنا ولا مكاننا ولا ميراثنا من الآباء يرتعون فيه ويضللون البقية التقية؛ ولكنكم ستخرجون بقلوبكم وعقولكم المستنيرة من تحت سلطانهم وظلمة جهلهم وأحقادهم؛ إلى رحابة النور وفكر الملكوت وتعليم الآباء المسلم من القديسين وتعرفون الحق؛ والحق يحرركم.
لقد تغير التاريخ وصارت أدوات المعرفة والتعلم والتواصل متاحة على الانترنت بلا رقيب؛ ولا من يتدخل ليتجسس حريتك التي لك في المسيح؛ ولا في أي معهد أون لاين أنت تدرس؛ ولا ما هي مراجع الآباء التي إطلعت عليها؛ ولا حتى من تكون؟!
إن إسلوب التراخي و الخنوع والاستسلام الذي يروجون له بين الشباب؛ بإسم الاتضاع والطاعة والإيمان؛ إنما يهدف إلى مزيد من السيطرة والتسلط وتكميم الأفواه؛ حتى لا يرفع أحد صوته في وجههم كيوحنا المعمدان صارخا: "لا يحل لكم هذا!" لا يحل لكم الظلم وتجويع الخدام الأمناء! لا يحل لكم الحكم على الأبرياء بدون محاكمة عادلة؛ فالحرم الظالم يخرج من فمك ويكون عليك؛ يا أسقف (الدسقولية)
لا يحل لكم الاستيلاء علي مكان ومكانة المسيح في كنيسته! لا يحل لكم إحلال لاهوت مشوش؛ محل لاهوت الآباء في كنيسة المسيح العريقه؛ لا يحل لكم ذبح وتبديد خراف المسيح فهذا سلوك الذئاب؛ لا سلوك الرعاة؛ لا يحل لكم فعل الشر والحقد والبغضة والتجريح والتشهير في بيت الرب إنه وقت الانتفاض في وجه الشر والظلم والافتراء والتجبر على شعب الرب؛ وقت التحرر والخروج من تحت سلطان الظالمين إلى حرية مجد أولاد الله؛ إنه وقت إسترداد الكنيسة وإستعادتها إلى مسيحها وعريسها.
“ضَلَّتْ غَنَمي في كُلِّ الجِبالِ، وعلَى كُلِّ تلٍّ عالٍ، وعلَى كُلِّ وجهِ الأرضِ. تشَتَّتَتْ غَنَمي ولَمْ يَكُنْ مَنْ يَسألُ أو يُفَتِّشُ. حَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، مِنْ حَيثُ إنَّ غَنَمي صارَتْ غَنيمَةً وصارَتْ غَنَمي مأكلًا لكُلِّ وحشِ الحَقلِ، إذ لَمْ يَكُنْ راعٍ ولا سألَ رُعاتي عن غَنَمي، ورَعَى الرُّعاةُ أنفُسَهُمْ ولَمْ يَرعَوْا غَنَمي، فلذلكَ أيُّها الرُّعاةُ اسمَعوا كلامَ الرَّبِّ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا علَى الرُّعاةِ وأطلُبُ غَنَمي مِنْ يَدِهِمْ، وأكُفُّهُمْ عن رَعيِ الغَنَمِ، ولا يَرعَى الرُّعاةُ أنفُسَهُمْ بَعدُ، فأُخَلِّصُ غَنَمي مِنْ أفواهِهِمْ فلا تكونُ لهُمْ مأكلًا. لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا أسألُ عن غَنَمي وأفتَقِدُها. كما يَفتَقِدُ الرّاعي قَطيعَهُ يومَ يكونُ في وسطِ غَنَمِهِ المُشَتَّتَةِ، هكذا أفتَقِدُ غَنَمي وأُخَلِّصُها مِنْ جميعِ الأماكِنِ الّتي تشَتَّتَتْ إليها في يومِ الغَيمِ والضَّبابِ.” حِزقيال (٤٣/٦-٢١)