كنت دائمًا أُلح في شبابي؛ في الوعظ والتعليم على أن أُقدم للمؤمنين أدوات التمييز بين صوت المسيح بالروح القدس في الشهود الامناء؛ وبين صوت الشرير في المخدوعين! لأن المظهر الخارجي غالبًا ما يكون متشابهًا،
فكنت أُلح على فكرتين: الأولى هي من ثمارهم تعرفونهم؛ فكل من يُحب فقد ولد من الله؛ ومن خلت حياته العملية من محبة المسيح؛ فهو ليس من المسيح ولم يعرف الآب السماوي ١يو٧/٤
مهما كانت وظيفته الكنسية أو كان كلامه جميلاً،
أما الفكرة الثانية التي كنت أُلح عليها فهي أن الروح القدس بطبعه لأنه روح الحق؛ فهو يشهد على روح الضلال بأنه روح إبليس
و من ثم فإن روح الضلال لأنه كذاب؛ فهو يشكك في تلاميذ المسيح بأنهم من روح الضلال؛
ولذلك وجب التمييز والحذر من خداعات روح الضلال؛
ولكنني لما شِخت؛ تعلمت من الخبرة؛ أن هناك دافعًا ومعيارًا باطني قوي يُعطي للإنسان نعمة التمييز؛ ويجتذبه إلى الحق، ويجعله يهرب من صوت الضلال ويرفضه: إنه اِقتناء محبة المسيح التي تجتذبه إلى تمييز وطاعة صوت الروح القدس مهما كانت التكلفة،
لذلك يقول الرب يسوع المسيح: كل من هو من الحق يسمع صوتي؛ فالانحياز إلى الحق ليس دعوة ولا تحفيز أو رجاء! إنه
ثمرة تلقائية للنفس التي اختارت المسيح وتثبت في محبته،
فالاستنارة بالروح القدس؛ لفهم الحق و تميزه عن خداعات روح الضلال؛ حتى لو وظف أناس لهم صورة المعلم والراعي؛ هي ثمرة طاعة الروح القدس بالأساس؛ وتكوين علاقة شخصية المسيح؛ تنمو وتنضج بالاعتياد على سماع صوته و من ثم تمييزه
و من هنا فإن علامة خراف المسيح: أنها تعرف صوته وتميزه و تتبعه مهما كانت التكلفة؛ وبالمقابل لا تحب ولا تتجاوب مع صوت الغريب (الشرير)
كما أن علامة تلاميذ المسيح والمعلمين المؤتمنين في كنيسته هي المحبة "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض"
وبهاتين العلامتين؛ يصبح كل إنسان مسئولاً عن إختياره؛ إذا سار وراء معلمين ليست لهم سمات تلاميذ المسيح.