القيامة بين عقيدة البعث والانجيل
Jan 02, 2021 551
980 79

القيامة بين عقيدة البعث والانجيل

أرسل لي أحد الأحباء هذا السؤال:

ما الفرق بين القيامة والخلود في النعيم أو الجحيم كما في الفكر الفرعوني وبين القيامة في اليوم الأخير، خروج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة ؟؟ والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة؟؟ الواضح أنها قيامة إما لحياة النعيم أو للعذاب والدينونة ...

الموضوع مهم ويعني لي وهو ضمن اهتماماتي ...شكرا لجهودك

 

وهذه هي إجابتي:-

نقاط الخلط الأساسية بين الفهم اليهودي الفرعوني والفهم المسيحي طبقا للإنجيل:

١- أن البعث أو القيامة ستحدث تلقائيًا بقدرة إلهية مبهمة حينما يحين ما هو يوم القيامة؛ بينما يعلن المسيح لمرثا في (يو ١١) أنه هو سبب القيامة وصانعها "أنا هو القيامة والحياة" وأن صوته الذي نادى على لعازر فقام هو من سينادي الأموات فيقومون. (يو٥)

٢- أن عبارة الذين فعلوا الصالحات والذين فعلوا السيآت في (يو ٥) هي عبارة توصيفية وتمييزية لواقع حالهم؛ وليست الأعمال الصالحة هي سبب الثواب وكذلك الأعمال الشريرة هي سبب العقاب كما في الفكر اليهوفرعوني؛ بمعنى أن الأعمال الشريرة علامة كاشفة أنه كان شريرًا؛ والعكس.

٣- في الفكر المسيحي ينال الإنسان الحياة الإلهية (الحياة الجديدة) حينما يحل فيه الروح القدس ومن ثم تصير نعمة قيامة الحياة الأبدية ساكنة فيه؛ فحينما يأتي يوم القيامة وينادي المسيح على الأموات فيخرجون من القبور بأجسادهم عينها ولكنها تكون متغيرة إلى صورة جسد القيامة الذي يشبه جسد المسيح بعد قيامته ومن ثم يتغيرون إلى صورة المجد ويختطفون مع المسيح إلى السماء أبديا؛ بينما البشر الذين لم يقبلوا الروح القدس روح الحياة؛ لم يقبلوا الحياة ومن ثم فسيخرجون من القبور على واقع حالهم الذي ماتوا عليه؛ مثل إقامة لعازر من الموت لما نادى عليه المسيح هلم خارجًا؛ ومن ثم فإن فرز المقدسيين وإختطافهم يعني بحتمية التلقائية أن يستلم إبليس فاعلي أعماله ومشيئته؛ وهذا هو سبب عذابهم؛ أنها نار إبليس نفسه "النار المعدة لإبليس" (مت٢٥) مع حالة الموت التي كانوا عليها بما فيها الشقاء النفسي مع الجسدي الذي ماتوا فيه! فتعليم الإنجيل بشرح الآباء لا يرى أن الجحيم أو جهنم عقاب أو جزاء يوقعه الله على العصاة كما الفكرة اليهوفرعونية؛ ولكنها "البقاء في الموت" وهذا تعبير ق. أثناسيوس مع نار إبليس نفسه؛ الجديد في الأمر بالنسبة للشياطين والأشرار هو أن إستعلان المسيح في مجده؛ الذي سيغير ويمجد القديسين معه؛ وسيكون سببًا للدينونة والاحتراق للشياطين ومن ثم سينسحب على من معهم من البشر.

شيء مرعب حقا؛ ولكنه واقع حال كل من الفريقين إما البقاء في الموت ومعية الشيطان صانعه؛ وإما في المجد والوجود في المسيح الحياة مانحه؛ فالأجرة والمجازاة هي المسيح نفسه وشركة مجده؛ كما أن البقاء في الموت يستوجب حتميه البقاء في حوزة الشيطان بعذابه!

طبعا واضح هنا الاختلاف مع الفكرة اليهوفرعونية الأكثر إنتشارا حتى بين المسيحيين الذين لم يتتلمذوا على الآباء (الثواب والعقاب)

Powered By GSTV