لاهوت العهد الجديد (٢٦) | إذا كان الله موجودًا، فلماذا لا نراه؟
لأنك لا ترى رؤيةَ العين إلا الأشياءَ الماديّة التي يقعُ عليها الضوء، الذي هو أشعّةُ جاما (كأشعّةِ الشمس)، ولكنك لا تستطيع أن ترى بعينيك الموجوداتِ غيرَ الماديّة، ولا تستطيع أن ترى الأشعّةَ تحت الحمراء مثلًا، ولا الأشعّةَ الكونيّة، ولا تستطيع أن تسمعَ صوتًا تزيدُ ذبذباتُه عن 20000 ذبذبةٍ في الثانية، ومن ثمَّ فالله لا يُرى بحواسِّ الجسدِ القاصرة، ولكنه يُدرَك بأعماله وخليقته.
ليس معنى هذا أن الله لا يُرى إطلاقًا، لكن القديسين الذين صارت لهم الحواسُّ الروحيّةُ المستنيرة يستطيعون أن يروا الله، وأن يسمعوا صوته، كما يقول الإنجيل: "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ." (مت 5: 8).