رأيٌ في الأحداث (٥٧) | إسرائيل، أورشليم، التهجير!
Sep 18, 2025 10
980 79

رأيٌ في الأحداث (٥٧) | إسرائيل، أورشليم، التهجير!

بكلِّ محبَّةٍ وتواضعٍ، أَدعو إخوتي المسيحيين الذين فسَّروا الكتاب المقدَّس والأحداث وتوقَّعوا أنَّ المسيحَ يسوع سيعود إلى أورشليم (القدس الحاليَّة) ليُقَدِّم نفسه لليهود ليتعرَّفوا عليه ويؤمنوا به، إلى مراجعةِ هذا التفسير على ضوءِ ما تمخَّضت عنه الأحداثُ في إسرائيل اليوم؛ فالمسيحُ يسوع قد دخل إلى مجدِه، وكلِّ مجدِ الآب، وإنَّ مجيئه وظهوره سيكونان بمجدٍ عظيمٍ في الفضاءِ وتراه كلُّ عين، ولا تحتمله الأرض ولا أورشليم.
لقد حسَمت إسرائيلُ الموقفَ وأعادت تقديمَ ذبيحةِ البقرةِ الحمراء، التي يُستخدم دمُها ورمادُها (الشاهد) لتدشين الهيكلِ والآنيةِ وتقديس الكهنة، وأعلنت أنَّ مسيحَها الذي يُحضِّرون لتتويجه هو إنسانٌ مَلِكٌ ذو أُسرةٍ طبيعيَّة، وسيأتي ليبني الهيكل (الذي بُنِي بالفعل)، ويُقيم التوراة (التي كمَّلها وبدَّل أحكامَها المسيحُ يسوع)؛ في تمييزٍ واضحٍ بين مسيحِهم الجديد وبين المسيح يسوع، وتأكيدٍ على تجدُّدِ رفضِهم له.
وتعلم إسرائيلُ علمَ اليقين أنَّ مصرَ اليوم ليست كمصرَ الأمس؛ فهي تملك قنابلَ ذريةً وجيشًا جرَّارًا، وقد حشدت جنودَها في سيناء للمواجهة، وقد حذَّر كثيرون من قادتها ومفكريها من مغبَّة الدخول في حربٍ أو مواجهةٍ مع جيش مصر القوي.
أمَّا الموقفُ الأمريكي، فليس موقفَ الرئيسِ منفردًا، بل هو حصيلةُ جماعاتِ الضغطِ الاقتصادية والمؤسساتِ صانعةِ القرار وهيئةِ الأركانِ الأمريكية والخارجية والكونغرس؛ وهذا يُفسِّر لماذا ألحَّ الرئيسُ الأمريكيُّ على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء رغم الرفضِ المصريِّ الأكید؛ فالقوى المؤيدة للمشروع الصهيوني تتحكم في صناعةِ السياسةِ الأمريكية.
ومن الواضح أنَّ عمليةَ الطردِ والاستيلاءِ على الأراضي والاستعبادِ والسبيِ والاسترقاق هي موروثاتٌ توراتيةٌ مقدَّسةٌ (تث ٢٠)؛ لأنها تهدفُ إلى تتويجِ المسيحِ اليهوديِّ المنتظَر، ضدًّا وإنكارًا للمسيحِ يسوع: مسيحِ المسيحيين. ومن المفيد أن نذكرَ أنَّ الأكثرين في أمريكا والغرب قد انقلبوا على تأييدِ إسرائيل بسبب هذه الجرائم الإنسانية.
ثم نأتي إلى بيتِ القصيد: لماذا يُغامر رئيسُ الوزراء الإسرائيليُّ بمواجهةِ جيشِ مصر، أو بأن يتخذَ من الفلسطينيين أنفسَهم دُروعًا بشريَّة له، ويحشرهم بين جيشه وجيش المصريين؟ إنَّ الأمرَ مرتبطٌ بجوهرِ وجود دولتِه الدينية، وهو تتويجُ المسيحِ اليهوديِّ الجديد.
هذا رأيي في الأحداث، بعيدًا عن السياسة.

بنسلفانيا – أمريكا
١٨ سبتمبر ٢٠٢٥

لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:
https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath

Powered By GSTV