ليس لي الحقُّ في أن أُدينَ أحدًا، فوصيّةُ المسيحِ واضحةٌ: "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ." (مت 7: 1-2)، كما أنّ الشماتةَ في المصائبِ سلوكٌ لا يليق بالرجال، ولا بالناضجين؛ لكنني أقرأ معكم وأحلّل الأحداث برؤيةٍ إنسانيةٍ وإيمانية، مع مراعاة الرؤية السياسية الواقعية. وحديثي اليوم عن الحرب بين إيران وإسرائيل
كتبتُ مرارًا في "رأيٌ في الأحداث" عن الرؤية الأمريكية للشرق الأوسط الجديد، التي تستوعب إيران - بعد تغيير شكلها طبعًا -، وكتبتُ أيضًا عن الدور الإسرائيلي الموعود به، أي "إسرائيل المسيانية الكبرى". وقد حذّرتُ مرارًا من حتمية تمدّد الصراع الإسرائيلي في الشرق الأوسط إلى مصر وسيناء - رغم إدراك قادتها لمخاطر مواجهة الجيش المصري -؛ لأن الأمر مرتبطٌ بالرؤية التوراتية، والإعدادات الواضحة لافتتاح الهيكل الجديد (الثالث)، وتنصيب "المسيح اليهودي" الملقّب في التراث المسيحي بـ "ضد المسيح"، وفي التراث الإسلامي بـ "المسيح الدجال". ولستُ متأكدًا من أنهم سينجحون في ذلك أم سيفشلون!
قادة الشعوب بشرٌ مثل سائر البشر، لكنهم يحوزون السلطة والقوة، وأيضًا السلاح الذي يُعمي عيونهم - كليًّا أو جزئيًّا - عن الحقيقة الإنسانية التاريخية التي لم تُخطئ التحقيقَ يومًا على مدى التاريخ: "إِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا."، "بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ".
تذكّرتُ هذه الحقيقة الخالدة مرتين وأنا أتابع أخبار الحرب الإسرائيلية الإيرانية:
• المرة الأولى: حين قرأتُ خبر اختباء الخامنئي تحت الأرض خوفًا من الصواريخ الإسرائيلية، وقد أعقب الخبرَ على نفس المنصة صورةُ فتاةٍ عاريةِ الظهر، بدا على ظهرها آثارُ الجلد المبرح الذي عاقبها به نظام الخامنئي؛ لأنها سارت في الشارع مكشوفة الشعر (بحسب الخبر والصورة).
• والمرة الثانية: عندما رأيت صور المساكن المنهارة، وقرأت الخبر المرافق: أنَّ فرق الإنقاذ في تل أبيب تبحث عن ضحايا تحت الأنقاض، فتذكرتُ الصور والمرات العديدة التي كانوا يبحثون فيها تحت الأنقاض عن الأطفال جراء هدم المساكن عليهم في غزة.
لا أعرف لماذا ينسى قادةُ الشعوب قصصَ ونهاياتِ القتلة والمجرمين وسافكي دماء الأطفال، ممن يحملون لقب ملك أو رئيس دولة أو رئيس وزراء ؟!
بنسلفانيا – أمريكا
١٨ يونيو ۲۰۲٥
لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:
https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath