رأيٌ في الأحداث (۱۷) | الخطوة التالية
Apr 10, 2025 29
980 79

رأيٌ في الأحداث (۱۷) | الخطوة التالية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فترة ولايته الثانية، شخص مُختلف تمامًا عن دونالد ترامب في فترة ولايته الأولى، تعلم من خبرة الدسائس التي أحاطت به، وأدت إلى عزله، وسرقة الانتخابات منه، تعلم كيف تُدار السياسة في أمريكا، وكيف تستطيع أمريكا أن تتحكم بالعالم، وأن للسياسة قواعدها، وللمبادئ والمُثل الإنسانية قواعد أُخر.
والتنبؤ التحليلي للأحداث يعتمد على فهم قواعد اللعبة السياسية، ومن الذي يُحرك قطع الشطرنج من وراء الستار، وما هي أهدافه الرئيسية وأهدافه الثانوية.

كان من المتوقع الإطاحة بنتنياهو كما بزيلينسكي؛ لتحقيق السلام الذي وعد به ترامب في حملته الانتخابية. أما زيلينسكي فلأنه الشخص الخطأ في المكان الخطأ. لكن لماذا الإطاحة بنتنياهو على الرغم من أنه قدم خدمات انتقامية دموية غير مسبوقة لإسرائيل؟
لأن غاية تحقيق السلام هو تجهيز المنطقة لظهور المسيح ملك إسرائيل. فلا السُّعُودية ولا العرب يطيقون نتنياهو، ولا تتويج المسيح ملك إسرائيل يليق به أن يكون على أرضية الحرب وسفك الدماء، بل لابد أن يبدأ من بداية السلام والتعاون مع دول المنطقة.

ومن هنا، نستطيع أن نتوقع ضرورة الإطاحة بنتنياهو؛ ليحل محله وجهٌ أكثر قبولًا لحكام منطقة الشرق الأوسط. وأظن أن إرهاصات استبدال نتنياهو بآخر قد وضحت من الطريقة التي تعامل بها ترامب معه في لقائه الأخير في البيت الأبيض.
لكن السؤال الألح على الموقف الأمريكي فيما يخص إسرائيل هو: هل سيُنجِز الرئيس الأمريكي لإسرائيل المهمة المُتفق عليها لإسرائيل الكُبرى، ثم يتفرغ لإعادة أمريكا عظيمة مرة ثانية؟ أم سيظل إلى جوار إسرائيل؟!

زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، في وقت إعادة ترتيب القواعد والحسابات بين أمريكا والاتحاد الأوربي، صبت في صالح علاقة مصر بأوروبا بطريقة إيجابية على كل الأصعدة، وتوجت حِقْبَة جيدة من إعادة بناء علاقات قوية مع أوروبا. ولكن، هذا يجب أن يكون إضافةً، وليس بديلًا للتحالف الذي يربطنا بقيادة العالم والمُتحكمة فيه اقتصاديًا وعسكريًا. وبذلك، تكون مصر قد رسخت علاقات قوية متوازية مع مُحيطها الإقليمي (الشرق الأوسط الجديد)، ومع الصين، وروسيا، والاتحاد الأوربي، والولايات المُتحدة الأمريكية. هل هذا هو الذكاء السياسي، وحسن انتهاز إدارة الفرص؟

الرئيس الأمريكي أعلن بوضوح أنه سيفرض السلام (سياسته) بالقوة، ومن الواضح أنه يُطبق ما وعد به فعليًا؛ فليس من الذكاء السياسي إذن أن تتوقف بنا حركة التاريخ دون أن نُساير المُتغيرات التي تجرى حولنا في الشرق الأوسط الجديد، ولكن بحذر.

إذا لم نُساير المُتغيرات من حولنا؛ فالعنوان هو "الخسارة والصِراع"، وإذا لم نأخذ حذرنا، أشد الحذر، من جيراننا وأبناء عمومتنا؛ فالتاريخ خير شاهدٍ عما ينتظرنا !

وهذا مجرد رأيٌ في الأحداث

 

بنسلفانيا – أمريكا

۹ أبريل ۲۰۲٥

لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:

https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath

Powered By GSTV