التوقع اليهودي بظهور المسيح: أنه ملك إسرائيل: الذي تحققت فيه كل نبوات الأنبياء عن مجيئه، وأنه يملك على إسرائيل ويجمع شتات شعب اليهود، يُقيم الشريعة، ويبني الهيكل.
المسيحيون الأوائل كانوا يهودًا آمنوا بيسوع: أنه المسيح الذي تنبأ عنه الأنبياء، وتحققت فيه نبوءاتهم، وأن كل الوعود التي وُعِد بها شعب إسرائيل بالأنبياء؛ قد صار تحقيقها واكتمالها في كنسية العهد الجديد بيسوع المسيح، وأن الكنيسة هي إسرائيل الله (غل 6: 16).
يسوع المسيح لم يُقيم الشريعة اليهودية (الناموس)، ولم يخضع لها، بل قام بتغيرات وتعديلات جذرية عليها، وهو الذي بكى على أورشليم التي رفضته، وأنذر أهلها بأن أعدائها سيهدمونها؛ الأمر الذي تحقق في خراب أورشليم 70م.
اعتبر المسيحيون أن حادثة انشقاق حجاب الهيكل وقت صلب المسيح يسوع: علامة جوهرية على انتهاء دور هيكل العهد القديم؛ لكي يحل محله الهيكل الجديد غير المبني بالحجارة، ولكنه: "أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (1 كو 3: 16).
وقد انفصلت الكنيسة المسيحية انفصالًا جوهريًا عن اليهودية بناموسها وعبادتها؛ مُحتفظين فقط بنبوات الأنبياء في كتب العهد القديم؛ كشهادة للمسيح يسوع. متوقعين ظهور ومجيئ المسيح الثاني في مجده في الفضاء (على السحاب)، وليس في أورشليم التي تنبأ بخرابها.
اعتبر الحاخام اليهودي الأشهر: موسى ابن ميمون: أن عدم خضوع المسيح للناموس وتغييره للكثير منه، وموت يسوع، وخراب أورشليم وهدم الهيكل، وعدم تتويجه ملكًا: علامات دامغة على أن يسوع ليس هو المسيح اليهودي المُنتظر.
استطاعت جماعة مسيحية أنشقت عن الكنيسة الكالفينية في إنجلترا بقيادة جون داربي: أن تؤسس لفكرة أن نبوات الأنبياء التي يرى المسيحيون أنها تحققت في المسيح يسوع: تنتظر التحقيق في عودة المسيح إلى الأرض في أورشليم؛ لكي يتقاطع فهمهم لمجيء المسيح الثاني مع مواصفات توقع وانتظار اليهود لمجيء المسيح اليهودي!
اُسجلُ للتاريخ توقيري واحترامي لتلاميذ جون داربي المعاصرين الذين صمتوا تمامًا عن تكرار نظرية عودة المسيح يسوع إلى أورشليم؛ بعدما رأوا بأعينهم ذبح البقرة الحمراء في عيد الفصح في أبريل الفائت 2024م؛ تهيئة لتدشين الهيكل وظهور المسيح اليهودي؛ تجنبًا للخلط بين يسوع المسيح والمسيح اليهودي الذي صار وشيك الظهور.
بنسلفانيا – أمريكا
۱٤ مارس ۲۰۲٥
لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:
https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath