رأيٌ في الأحداث (٦٧) | المصريونُ يستعيدون مصرَ:
Nov 04, 2025 7
980 79

رأيٌ في الأحداث (٦٧) | المصريونُ يستعيدون مصرَ:

في تصريحٍ جريءٍ ومفاجئ، قال الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب: "نشأتُ في عالمٍ كانت إسرائيل هي محور السياسة فيه، فإذا قلتَ تعليقًا سلبيًّا على إسرائيل فهذا يعني نهايةَ مستقبلكَ السياسي. أمّا الآن فقد تغيّر الحال؛ فإذا قلتَ تعليقًا إيجابيًّا عن إسرائيل ينتهي مستقبلكَ السياسي!"
لم أقرأ في السنوات الأخيرة تعليقًا سياسيًّا على الموقفِ العالمي أبلغَ من عبارات الرئيس الأمريكي التي تصفُ بصراحةٍ حجم العزلة والانحسار اللذين أصابا إسرائيل نتيجة قتلها الوحشي للفلسطينيين وأطفالهم. تأملْ موقفَ ومنظرَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو واقفٌ في قاعة الأمم المتحدة يُلقي خطابَ إسرائيل في دورتها السابقة في سبتمبر 2025: كيف خرجت وفود جميع الدول، فور وقوفه على المنصة في بداية كلمته، ولم يبقَ إلا الوفدان الأمريكي والإسرائيلي وبعض الصحفيين!
هذا بالإضافة إلى تحليلات كثير من المحللين السياسيين المخضرمين هنا في أمريكا حول انتهاء عصر إسرائيل وعزلتها؛ فقد قال أحدهم إن مليونَ إسرائيليٍّ على الأقل قد غادروا إسرائيل في هجرةٍ عكسية، ناهيك عن التحليلات الكثيرة بخصوص الفشل السياسي والعسكري الذي مُنِيَت به إسرائيل، وعجزها عن القضاء على حماس كما وعد وتمنّى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لم تكن إسرائيل فقط تهديدًا لدول الجوار والمنطقة، وإنما كانت أيضًا مركزَ قوى ورُكنًا للمساومات والمضايقات السياسية في المنطقة. في المقابل، بدأت مصر تستريحُ من حالة التحفز لاحتمال مواجهةٍ عسكرية مع إسرائيل، وما يقتضيه ذلك من إنفاقٍ كبيرٍ على التجهيزات العسكرية، وما يستتبع ذلك أيضًا من استغلالِ الموقف من قِبل جماعات استغلال النفوذ الديني في المجتمع المصري.
وبعد توقيع "اتفاقية سلام غزة" التي حضرها عددٌ كبير من قادة العالم، جاء افتتاحُ المتحف المصري الكبير ليعلن انحسار كل الضغوط التي كانت تزعجُ مصر داخليًّا وخارجيًّا، والتي استغلتها الجماعات الدينية أسوأ استغلال لمصلحتها، حتى مررنا بخمس سنواتٍ عجاف انتشر فيها الجهل، وعاد التخلف، وصمت العقلاء، وما ارتفعت إلا أصوات "المثقفين الوظيفيين".
إن افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجردَ افتتاحِ متحفٍ عالميٍّ ينشط السياحةَ ويجلب الكثير من الأموال؛ بل كان علامةً فارقةً في تاريخ مصر، معلنًا نهايةَ حقبة استغلها المتاجرون بالدين، وبدايةَ حقبةِ عودة مصر إلى المصريين، واستعادة المصريين لحضارة المحدثين والأقدمين.
أما عن ملامحِ هذه المرحلة الجديدة كما أتصورها، فهذا ما سأتابع الكتابة عنه وإبداء رأيي في أحداثه في المرات القادمة، إن شاء الله.

بنسلفانيا – أمريكا
٤ نوفمبر ٢٠٢٥

لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:
https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath

Powered By GSTV